إلى أرباب الكتب الأقدمين الأجلّاء لمجرّد العثور على بعض ما يستدعي
التحريف في كتبهم، حسب زعم الناسب لا غير) [1]
ومن هذا الباب رد العلامة المعرفة ما فعله المحدّث النوري من نسبته القول
بالتحريف للكليني استنادا إلى إيراده في الكافي روايات قد تستدعي تحريف الكتاب
دلالة تبعية لا ذاتية، يقول في ذلك: (غالبيّة الروايات التي أشار إليها، إنّما
أوردها الكليني إيرادا من غير التزام بصحّتها. وقد صرّح العلّامة المجلسي ـ في الشرح
ـ بضعف أسنادها في الأكثر. هذا فضلا عن عدم دلالتها على التحريف ولا إشارة إليه،
بل لها معان غيره)
ثم أورد الأدلة الكثيرة على مخالفة الكليني لكل من ينسبون له هذا القول،
ومنها أنه عقد في كتاب الحجّة من [اصول الكافي] بابا أسماه: (باب أنّه لم يجمع
القرآن كلّه إلّا الأئمّة عليهم السّلام وأنّهم يعلمون علمه كلّه) [2]، وبين أن (مقصوده من جمع
القرآن كلّه هو ما ذكره في العبارة التالية له التي هي عطف تفسيري: أي العلم بجميع
القرآن ظاهره وباطنه)
و الدليل على ذلك (هي نفس الروايات التي ذكرها تحت هذا العنوان، وهي ست
روايات، كانت الثانية حتى الخامسة ضعيفة الإسناد، والاولى مختلف فيها، والأخيرة
حسنة كالصحيحة، صرّح بذلك المجلسي في الشرح) [3]
وله بحث مفصل حول الموضوع، ذكره في سبعة فصول في تفسير [الميزان]، ومما ورد فيه قوله: (من
ضروريات التاريخ: أنّ النبي العربي محمّداً a جاء قبل أربعة عشر قرناً