إن هذا التفسير على أنه من التفاسير المشهورة، إلا أنه من التفاسير
المغمورة.. ولا تناقض في هذه العبارة، فهو تفسير مشهور عند العلماء قديماً، ولكنه
مغمور عند كثير من طلاب العلم في عصرنا، وعدم الاهتمام بطبعه ونشره، ناتج عن قلة
درايتهم بهذا التفسير، وما فيه، مما يميزه.. أضف إلى ذلك أنه لم يكمل، بل وجد
ناقصاً)[1]
ثم ذكر خصائص هذا التفسير، وهي:
1. إكثاره من النقل عن أئمة اللغة.. ولهذا النقل أهميته، إذا علمنا أن
المصنف متبحر في علوم البلاغة، والنحو، والاشتقاق، والمعاني، خاصة وأنه هو صاحب
(المفردات)
2. إكثاره من النقل عن المفسرين الذين تعتبر كتبهم في حكم المفقود، مما
يجعل هذا التفسير مصدراً هاماً، بل ووحيداً لبعض الآراء.
3. احتواء هذا التفسير على جملة من الفوائد، والنكت، واللطائف التفسيرية
التي لا تكاد توجد عند غيره.
وهو من التفاسير اللغوية المهمة، وقد ألفه العلامة اللغوي الكبير مجد
الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي[2] (المتوفى: 817 هـ) صاحب
اللامع المعلم العجاب، والجامع بين المحكم والعباب، والقاموس المحيط، والقاموس
الوسيط، وغيرها من مراجع اللغة العربية الكبرى.
بالإضافة إلى كتبه في التفسير، وهي(تنوير المقياس في تفسير ابن عباس)،
و(تيسير فاتحة الإياب في تفسير فاتحة الكتاب)، و(الدر النظيم المرشد إلى مقاصد
القرآن العظيم)
[1]
قراءة في(تفسير الراغب الأصفهاني)، بتحقيق د.عادل بن علي الشدي، عبد الله
الشمراني.