responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران والقرآن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 239

التحدّي كان الى أن يعبّر عن أنفس معاني القرآن بمثل لفظه ونظمه دون أن يكون قد أطلق لهم وخيّروا في المعاني كلّها، ذاك لأنّ في القول بها على غير هذا الوجه أمورا شنيعة، يبعد أن يرتكبها العاقل ويدخل فيها، وذاك أنّه يلزم عليه أن يكون العرب قد تراجعت حالها في البلاغة والبيان، وفي جودة النظم وشرف اللفظ، وأن يكونوا قد نقصوا في قرائحهم وأذهانهم، وعدموا الكثير ممّا كانوا يستطيعون، وأن تكون أشعارهم التي قالوها، والخطب التي قاموا بها وكلّ كلام اختلفوا فيه من بعد أن أوحي الى النبيّ a وتحدّوا الى معارضة القرآن قاصرة عمّا سمع منهم من قبل ذلك، القصور الشديد، وأن يكون قد ضاق عليهم في الجملة مجال قد كان يتسع لهم، ونضبت عنهم موارد قد كانت تعزز، وخذلتهم قوى قد كانوا يصولون بها، وأن تكون أشعار شعراء النبيّ a التي قالوها في مدحه، وفي الردّ على المشركين، ناقصة متقاصرة عن شعرهم في الجاهلية)[1]

ثمّ أورد على هذا القول الكثير من الإشكالات، ومنها أن المشركين لم يشعروا بهذا النقصان الحاصل في فصاحتهم، فكيف عرفوا مزيّة القرآن على كلامهم، وإذا لم يعرفوا مزيّة القرآن، فكيف اعترفوا بعجزهم عن نيلها.. وأمّا إذا أحسّوا بنقصان حدث في أنفسهم، فعند ذلك فاللازم أن لا يعترفوا بمزيّة القرآن على كلامهم، بل بهذا العجز النفسي الحاصل لهم قهرا، فيتذاكروا ـ ولو عندما يخلو بعضهم لبعض ـ: ما لناقد نقصنا في قرائحنا، وما هذا الكلول الحادث في أذهاننا؟.. (وفي سياق آية التحدّي ما يدلّ على فساد هذا الزعم، إذ لا يقال عمّا إذا منع الإنسان عن الشيء قهرا عليه، مع قدرته عليه قبل المنع: إنّي قد جئتكم بما لا تقدرون على مثله، بل كان يجب أن يقال: إن لي القدرة على أن أحول بينكم وبين


[1] ثلاثة رسائل في إعجاز القرآن: ص 146.

نام کتاب : إيران والقرآن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست