عن الإسماعيلية، فهناك المتصوفة الذين لهم دور كبير في مسألة تحريف
الآيات، وتأويلها طبقا لعقائدهم الشخصية، أذكر هنا مثالا واحدا لتفاسيرهم، حتى
تتضح طريقتهم في التحريف، وليقرأ القارئ حديثا مفصلا من هذا المجمل.. عندما ورد
ذكر إبراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل عليه السلام في القرآن، يحكي القرآن أن
إبراهيم كان يؤمر في المنام ـ عدة مرات ـ بذبح ابنه في سبيل الله. يتعجب إبراهيم
في البداية من هذا الأمر، ولكن بعد تكرر الرؤيا يتيقن ويسلم أمره إلى الله، ثم
يخبر ابنه عن هذا الموضوع، ويقبل ابنه بكل إخلاص ويستسلم لحكم الله تعالى.. والغرض
هو إظهار التسليم والرضى بقضاء الله، ولذلك فعندما يستعد الأب والابن بكل إخلاص لتنفيذ
أمر الله تبارك وتعالى، يتوقف تنفيذ الحكم بإذن الله.. وفي تفسير هذه الحادثة يقول
المتصوفة: إن المقصود من إبراهيم هو العقل، والمقصود من إسماعيل هو النفس، والعقل
ـ هنا ـ كان يريد أن يذبح النفس)[1]
ثم يبين أن التحريفات لم تتوقف عند ذلك الحد، بل هي مستمرة، وفي كل
الأجيال، يقول: (لقد كثرت في عصرنا الحاضر ـ وللأسف ـ التفاسير المنحرفة، وقد أخذت
الأفكار الإلحادية صبغة إسلامية أحيانا)[3]