وذلك واضح لكل من اطلع على تلك التفاسير أو المصنفات المرتبطة بعلوم
القرآن الكريم؛ فقد كتبت بلغة علمية بسيطة يمكن لكل الناس فهمهما بسهولة، على خلاف
أكثر التفاسير الموجودة في المدارس السنية والتي بالغت في وجوه الإعراب والبلاغة
والغريب ونحوها، حتى يخرج القارئ من التفسير من غير أن يستفيد أي معان عملية.
ومن الأمثلة على هذا أن الشيخ محمد هادي معرفة ـ وإدراكا منه لأهمية
كتابه التمهيد، وكونه أكبر كتاب ألف في هذا الباب ـ راح يلخصه في كتاب آخر بعنوان
[تلخيص التمهيد[1]] (موجز دراسات مبسَّطة
عن مختلف شؤون القرآن الكريم)، وقد أشار في مقدّمته إلى أن كتاب التمهيد بأجزائه
الستّة أكبر من أن يصلح ليكون مادّةً دراسية في المراكز العلمية، ولذلك ارتأى
ضرورة تلخيصه. وهو أمرٌ نجح في تحقيقه في صيف عام 1409هـ، أثناء إقامته في قرية
فردو، المجاورة لمدينة قم المقدّسة، حيث طبع في شهر ذي الحجّة من عام 1409هـ.
وهكذا نجدهم يكتبون التفسير الضخم، ثم يلخصونه، بحيث يستطيع الاستفادة
منه عموم الناس كما يستفيد الخاصة من المطولات، وقد ذكرنا الأمثلة الكثيرة على ذلك
سابقا.
وهكذا نجدهم في الكثير من الحالات يتركون تلك الأساليب الصعبة في الكتابة،
حتى يفهمهم جمهور الناس، كما ذكر ذلك العلامة مكارم الشيرازي في مقدمة تفسيره
الأمثل عند تعرضه لحاجة الصّحوة الإسلامية المعاصرة لتفسير القرآن الكريم للسير
وفقه،
[1] هذا الكتاب هو ترجمة
فارسية لكتاب (التمهيد في علوم القرآن) (ثلاثة أجزاء)، واختلافه الوحيد عنه يكمن
في تنظيمه على شكل دروسٍ متعدِّدة، ويحتوي كلّ كتاب في نهايته على بعض الأسئلة
النموذجية.. ويشتمل الجزء الأول على دروس من الدرس الأول إلى الحادي والخمسين،
والجزء الثاني إلى الدرس السادس والتسعين، والجزء الثالث إلى الدرس الثامن
والثلاثين بعد المئة.