فيقول: (تشهد أُمتنا الإسلاميّة خلال هذه الأعوام صحوة إسلاميّة عامّة،
تتمثل في رفض كلّ المستوردات الفكريّة، والعودة إلى الإسلام، لإقامة حياتها على
أساس أحكام الرسالة الخاتمة.. هذه الصّحوة تعود إلى فشل كلّ الأُطروحات الوضعية
الكافرة في تحقيق ما لوّحت به من تقدّميّة وتحرّر وسعادة كما تعود أيضاً إلى
العواطف الإسلاميّة المتوغّلة في أعماق أبناء الأمة.. ويتحمّل العلماء الواعون في هذه
المرحلة الحسّاسة مسؤوليّات كبرى تفرض عليهم أن يعمّقوا هذا التحرك الواعي بين
صفوف الأمة ويُجذّروه ويؤصّلوه، كي تكون المسيرة على بصيرة في حركتها وعلى يقظة في
اتّخاذ قراراتها، وعلى ثقة من أنّها تسلك الطريق نحو أهدافها الإسلاميّة الكبرى
دون زيغ أو انحراف أو التقاط.. وكتاب الله هدىً ونور، وفيه الإِطار العامّ
للمسيرة، وفيه الزاد اللازم لمواصلة الطريق المستقيم نحو ربّ العالمين) [1]
ومثله العلامة محمد علي التسخيري الذي وضع تفسيرا ميسرا مختصرا شاملا
للقرآن الكريم، وقد قال في مقدمة كتابه القيم [محاضرات في علوم القرآن]: (القرآن
الكريم كتاب الله الخالد، ونوره المتألّق، ووحيه المشرق المنزل على خاتم أنبيائه
وسيّد رسله محمد الأمين a ومعجزته في الأرض النابضة بالحياة، فهو وثيقة الإسلام
الكبرى تحدّى به البشر منذ بزغ النور في جبل النور، ولا يزال يتحدّى الإنس والجن
على أن يأتوا بمثله.. وهو دستور الله الشامل للبشرية جمعاء؛ يكفل لها السعادة
والهناء بقيم السماء، ويرشد مسيرة الإنسانية نحو الكمال.. وهو المهيمن على سائر
الكتب السماوية، والكاشف عمّا طمس منها، والقيّم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد. وهو منبع المعرفة والنبع الصافي لاستلهام
الثقافة الإسلامية والمفاهيم الصحيحة والقيم السامية التي دعا الله عزّ وجلّ الناس
إليها، وندب عباده إلى التحلّي بها والالتزام بأصولها وفروعها.. إن القرآن