وجزءً منها ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي
جوفها حاراً وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس ـ إذا كانت التفاسير من هذا
النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها، وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها
بقوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ
السَّحَابِ صُنْعَ الله الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا
تَفْعَلُونَ} [النمل: 88] على دوران الأرض، وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن
مواضعه وتخضع القرآن الكريم لما يسمونه نظريات علمية، وإنما هي ظنيات أو وهميات
وخيالات، وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها أصل في الكتاب والسنة
ولا في كلام سلف الأمة لما فيها من القول على الله بلا علم) [1]
ومثل ذلك الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، الذي كتب مقالا بعنوان (حكم تفسير
القرآن بنظريات علمية حديثة)، ومما جاء فيه تعقيبا على كلام نقله عن ابن تيمية في التفسير:
(انتهى ملخص كلام الشيخ في الرد على من فسّر آية في القرآن بتفسير لم يرد في الكتاب
والسنة، وأنه تفسيرٌ باطلٌ.. وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة الذين
يفسرون القرآن حسب أفهامهم وآرائهم.. أو يفسرون القرآن بنظريات حديثة من نظريات
الطب أو علم الفلك أو نظريات روّاد الفضاء ويسمّون ذلك: بالإعجاز العلميّ للقرآن
الكريم.. وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛ وإن كان بعض أصحابه
فعلوه عن حسن نيّة وإظهاراً لمكانة القرآن.. إلاّ أنّ هذا عملٌ لا يجوز، قال a: (من قال في القرآن
برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار).. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة
أو بقول الصّحابيّ كما هو معلوم عند العلماء المحققين) [2]