(الهيئة والإسلام)، للعلامة السيد هبة الدين الشهرستاني (1386هـ)،
ومؤلفات عبد الله باشا فكري، والسيد عبد الله الكواكبي، والأستاذ مصطفى الرافعي،
والأستاذ رشيد رشدي العابري.
كما عرّف بتفسير ونقد كتاب (الجواهر في تفسير القرآن)، للطنطاوي (1358هـ)،
و(التفسير العلمي)، لعبد المنعم الجمّال، وأثنى عليه.. وغيرها.
ولم يكتف بذلك، بل نجده يحلل ما كتب ويناقشه بعلمية وهدوء، ليخرج في الأخير
بالنتيجة العلمية المناسبة، بعد إيراده للبراهين الدالة عليها، وقد قال معبرا عن
ذلك: (وليُعلم أننا في هذا العرض إنما نحاول فهم جانب من الآيات الكونية، ربما صعب
دركها من قبل، وأمكن الاهتداء إليها في ضوء حقائق علمية راهنة جهد المستطاع...
إننا لا نحاول تطبيق آية قرآنية ذات حقيقة ثابتة على نظرية علمية غير ثابتة، وهي
قابلة للتعديل والتبديل، إنما مبلغ جهدنا الكشف عن حقائق وأسرار كونية انطوت عليها
لفيفٌ من آيات الذكر الحكيم، كشفاً في ضوء العلم الثابت يقيناً حسب ما وصلت إليه
البشرية قطعيّاً) [1]
وعندما نقارن هذه الرؤية العلمية بما ينتشر للأسف في المدارس السنية من إنكار
الحقائق العلمية الواضحة نجد البون الشاسع بين المدرستين، وكمثال على ذلك ما أجابت
به اللجنة الدائمة للفتوى في السعودية عن سؤال يقول: (ماحكم الشرع في التفاسير
التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ وما مدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الأمور
العلمية التجريبية فقد كثر الجدل حول هذه المسائل؟)، فأجابت: (إذا كانت من جنس
التفاسير التي تفسر قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ
الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء: 30] بأن الأرض كانت
متصلة بالشمس
[1] محمد هادي معرفت،
التمهيد في علوم القرآن 6: 12، التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2: 443..