أولهما: الرد على تلك الهجمات الشرسة التي ترمي الجمهورية الإسلامية الإيرانية
بأنها صاحبة مشروع فارسي أو مجوسي أو صفوي، وأنها بذلك لا علاقة لها بالإسلام، ولا
بمصادره.
وهي تهمة خطيرة يستدعي التكليف الشرعي وجوب تفنيدها وردها من أبواب كثيرة
أولها نصرة المسلم لأخيه المسلم، وعدم غمط الناس حقوقهم، والشهادة بالحق، وعدم
كتمان العلم.. والمعاني الكثيرة التي غابت للأسف عند مثيري أمثال هذه الشبهات،
بدليل جهلهم المطبق بكل التراث العلمي الإيراني، القديم منه والحديث.
وثانيهما: التعريف بما أنتجته إيران طيلة تاريخها في خدمة القرآن
الكريم، حتى يكون ذلك حلقة وصل بينها وبين غيرها من البلاد الإسلامية، والتي يسعى
الأعداء للتفريق بينها وبينهم.
ولذلك لم نقتصر في هذا الكتاب على العرض الموجز للتراث الإيراني المرتبط
بالقرآن الكريم وعلومه، وإنما عرفنا بكل عمل من الأعمال، وبينا منهجه ومزاياه، ليكون
ذلك فرصة لتحقيق التواصل بين الباحثين، كما كان ذلك واقعا قبل الهجمة الإعلامية
والدينية الشرسة التي حاولت فصل إيران عن دورها المرجعي والمركزي في العالم
الإسلامي.
وقد حاولنا أن نفعل ذلك، إما بالرجوع المباشر لذلك التراث، وهو متوفر
بحمد الله في المواقع والمكتبات المختلفة، أو بالرجوع لمن عرفوا بذلك التراث، سواء
من الإيرانيين أو