نام کتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام نویسنده : الأفغاني، سعيد جلد : 1 صفحه : 134
التي أخرج واشترى غيرها, وقدم بها فربحت ضعف ما كانت تربح. .."[1].
كانت قريش تنظم كل سنة عيرا بتجارة إلى الشام، وكانت هذه القوافل تزيد شأنا عاما فعاما.
ولما بلغ أذى قريش من المسلمين ما بلغ، حتى اضطر هؤلاء إلى الهجرة إلى الحبشة[2]، ثم الهجرة الكبرى إلى المدينة[3]، واعتز المسلمون وقووا ... كان أول أمر ينتصفون به لأنفسهم، ويحملون أعداءهم من قريش بسببه على الكف من كيدهم وأذاهم لمن في بلدهم من ضَعَفَة المسلمين، هو التعرض لتجارتهم, وإن جارينا مصطلح عصرنا قلنا: أن يضربوا على قريش حصارا اقتصاديا، لعلمهم أن ذلك أبعث على الرعب وأبلغ في النكاية بهم وأفتك ما تكون الحرب في العدو [1] طبقات ابن سعد 8/ 9. [2] وإنما خصوا الحبشة بالهجرة؛ لكثرة تردادهم عليها في الجاهلية للاتجار، وإيناسهم من ملكها عدلا ورعاية، والأصفهاني يذكر لنا في صدد كلامه على خروج عمارة بن الوليد وعمرو بن العاص -وكانا تاجرين- إلى أرض الحبشة قوله: "وكانت أرض الحبشة لقريش متجرا ووجها". الأغاني 9/ 56 "طبعة دار الكتب". [3] خافت قريش على مكانتها وتجارتها فوضعت جائزة كبيرة لمن يأتيها بالنبي، حتى اضطر النبي وصاحبه إلى الاختفاء في الغار ... وهذا من أعمالهم "الدولية" التي أفادوها من مخالطتهم شعوبا خاضعة لحكومات مختلفة.
نام کتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام نویسنده : الأفغاني، سعيد جلد : 1 صفحه : 134