responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنباء في تاريخ الخلفاء نویسنده : ابن العمراني    جلد : 1  صفحه : 193
ولما اتصل الخبر بالبساسيري وقريش بن بدران هجما على بغداد في هذه السنة وهي سنة خمسين [وأربع مائة] ووصلا إليها في مستهل ذي القعدة فقاتلهما العامة ومن تخلّف ببغداد من الجند أياما ثم عجزوا عنهما ودخلا بغداد في سادس ذي القعدة وأمر جا العسكر في القتل والنهب وأغلقت أبواب دار الخلافة فجاء قريش بن بدران وقصد الدار وكان الخليفة ورئيس الرؤساء على برج في ركن باب النوبي «575» ، فاطلع رئيس الرؤساء وصاح بقريش: يا علم الدين! أمير المؤمنين يستدعيك، فدنا من الباب فقال له: إن الله تعالى قد أتاك رتبة لم يؤتها أمثالك فإن أمير المؤمنين يطلب منك الذمام على نفسه وأهله وأصحابه فقال قريش: أمير المؤمنين قد أذمّ الله له، فقال رئيس الرؤساء: ولى، قال: ولك، قال: فأين الذّمام؟ فخلع عمامته وأخرج قلنسوة كانت تحتها ورماها إليهم وقال: هذا الذمام. فأمر الخليفة ففتح الباب ونزل ومعه رئيس الرؤساء وجماعة من الخدم وسلّموا أنفسهم إليه، فحين رأى الخليفة طيّب نفسه وأمّنه [96 ب] مشافهة ووعده بالجميل وكانت مخاطبته له: «يا شريف» .
وسمع بذلك البساسيري، وكان نازلا بالجانب الغربي، فاغتاظ ونفذ إلى علم الدين يقول: ما هذا الأمان الّذي انفردت به دوني؟ وقد كنّا تعاهدنا على أن لا يستبد أحد منّا بشيء دون رضى أصحابه، فأجابه قريش ب: إني ما عدلت عن ما استقر بيننا، والخليفة فما بينك وبينه عداوة، عدوّك ابن المسلمة فخذه إليك وأنا آخذ الخليفة وقد كنا شرطنا أن نتساوى في القسمة في كل شيء نظفر به والآن واحد لي وواحد لك فرضى البساسيري بذلك. ووجّه علم الدين برئيس الرؤساء إلى البساسيري- لعنه الله-.
فلما وقعت عليه عينه قال: مرحبا بمدمّر الدولة ومهلك الأمم ومخرّب البلاد ومبيد العباد، تعال يا ابن الكافرة، فقال له رئيس الرؤساء: ملكت فاسجح، فجعل البساسيري يكرر قوله: «ملكت فاسجح» . ثم التفت إليه وقال له: أنت ملكت فما أسجحت بل صادرت وعاقبت وقتلت وأنت صاحب قلم فكيف أعفو عنك وأنا

نام کتاب : الإنباء في تاريخ الخلفاء نویسنده : ابن العمراني    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست