responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنباء في تاريخ الخلفاء نویسنده : ابن العمراني    جلد : 1  صفحه : 194
صاحب سيف؟ ثم إني أسألك عن شيء آخر، هب أن جرمي كان مما لا يغفر، فما كان جرم حرمي وأطفالى وعيالي وبناتي حتى نكلت بهم وكشفت ستر الله عنهم؟
وأيّ ذنب كان لجوارىّ حتى علقتهنّ بثديهنّ وقد جئت الآن تستعفينى من هذه الجرائر وأنا رجل جندي صاحب سلاح فإذا كنت ما أبقيت [عليّ] فلم أبقى عليك؟ وأمر به فسوّد وجهه وأركب حمارا ومعه على الحمار نفّاط يصفعه بقطعة جراب وداروا به في الأسواق والدبادب والبوقات [97 أ] تضرب بين يديه. ثم أمر فعلّق كلاب في حلقه وصلب على شاطئ دجلة وذلك بعد أن ألبسه جلد ثور وترك قرونه على رأسه فبقي يتحرك ويضطرب إلى آخر النهار ومات في عشية ذلك اليوم «576» وفيه يقول ابن نحرير الكاتب «577» :
أقبلت الرايات مبيضة ... يقدمهن الأسد الباسل
وولّت السوداء منكوسة ... ليس لها من ذلة شائل
انظر إلى الباغي على جذعه ... والدم من أوداجه سائل
ثم حطّ جسده بعد ثلاثة أيام وأحرق.
ثم جرى في أمر الخليفة بين قريش والبساسيري خلاف، فقال البساسيري: لا بد من تنفيذه إلى مصر وتسليمه إلى المستنصر باللَّه ليرى فيه رأيه فقال علم الدين: بل يعتقل في بعض القلاع حتى يموت. وخاف الخليفة أن يغلب البساسيري على قريش فقام من الخيمة التي كان معتقلا فيها وقصد خيمة قريش بن بدران وقال له: لقد أعطيتنى الذّمام على أن لا أفارقك وأن لا تخرجني من بغداد وهذا الدخول إلى خيمتك الآن أمان ثان فاللَّه الله أن تسلّمنى إلى غيرك فهذا غير معهود في ذمام العرب ولا مألوف في المروءة والطريقة. فقال له قريش: لا بأس عليك والصواب في ما دبّرته في أن تنفذ إلى بعض القلاع «578» . وإنما كان مقصود قريش تسكينه بذلك وإلا فقد كان قريش يعلم أنه إذا خرج من بغداد وسلّم إلى من يحتفظ به، أن البساسيري ينفذ من يأخذه في بعض الطريق وينفذه إلى مصر. والخليفة خاف أن يسلّم إلى [97 ب] المستنصر

نام کتاب : الإنباء في تاريخ الخلفاء نویسنده : ابن العمراني    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست