responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنس الجليل نویسنده : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    جلد : 1  صفحه : 28
وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله باركنا حوله فلسطين والأردن وَيَأْتِي ذكر فلسطين فِيمَا بعد أَن شَاءَ الله تَعَالَى وَأما الْأُرْدُن فَهُوَ نهر الشَّرِيعَة الْمَذْكُور فِي قَوْله تَعَالَى (أَن الله مبتليكم منبهر) وَهُوَ بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَضم الدَّال الْمُهْملَة وَتَشْديد النُّون وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي قَوْله الَّذِي باركنا حوله يَعْنِي الشَّام وَالشَّام بالسُّرْيَانيَّة الطّيب سميت بذلك لطيبها وخصبها وَقيل باركنا حوله بمقابر الْأَنْبِيَاء وَقيل غير ذَلِك وَقيل سَمَّاهُ مُبَارَكًا لِأَنَّهُ مقرّ الْأَنْبِيَاء وقبلتهم ومهبط الْمَلَائِكَة وَالْوَحي وَفِيه يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة وَسمي الْأَقْصَى لبعد الْمسَافَة بَينه وَبَين الْمَسْجِد الْحَرَام وَقيل كَانَ هَذَا أبعد مَسْجِد عَن أهل مَكَّة فِي الأَرْض يعظم للزيارة مَكَّة فِي الأَرْض يعظم للزيارة وَقيل لبعده عَن الأقذار والخبائث وَرُوِيَ أَنه سمي الْأَقْصَى لِأَنَّهُ وسط الدُّنْيَا لَا يزِيد شَيْئا وَلَا ينقص وَقَوله تَعَالَى (والتين وَالزَّيْتُون وطور سِنِين وَهَذَا الْبَلَد الْأمين) رُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ أقسم رَبنَا جلّ جَلَاله بأَرْبعَة أجبل فَقَالَ والتين وَالزَّيْتُون وطور سينين وَهَذَا الْبَلَد الْأمين قَالَ التِّين طور سيناء مَسْجِد دمشق وَالزَّيْتُون طور زيتا مَسْجِد بَيت الْقُدس وطور سينين حَيْثُ كلم الله مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَهَذَا الْبَلَد الْأمين جبل مَكَّة وَمن أَسمَاء بَيت الْمُقَدّس أيليا بِهَمْزَة مَكْسُورَة ثمَّ يَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة ثمَّ لَام مَكْسُورَة ثمَّ يَاء آخر الْحُرُوف ثمَّ ألف ممدودة ككبرياء وَحكى فِيهَا الْقصر وَمَعْنَاهُ بَيت الله الْمُقَدّس وَبَيت الْمُقَدّس بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْقَاف أَي الْمَكَان المطهر من الذُّنُوب واشتقاقه من الْقُدس وَهِي الطَّهَارَة وَالْبركَة فَمَعْنَى بَيت الْمُقَدّس الْمَكَان الَّذِي يتَطَهَّر فِيهِ من الذُّنُوب وَيُقَال الْمُرْتَفع المنزه عَن الشّرك وَالْبَيْت الْمُقَدّس بِضَم الْمِيم وَفتح الدَّال الْمُشَدّدَة أَي المطهر وتطهيره إخلاؤه من الْأَصْنَام وَبَيت الْقُدس بِضَم الدَّال وسكونها لُغَتَانِ

أتحاجوني فِي الله وَقد هَدَانِي للتوحيد وَالْحق وَلَا أَخَاف مَا تشركون بِهِ وَذَلِكَ انهم قَالُوا لَهُ احذر الْأَصْنَام فَأَنا نَخَاف إِن تمسك بِسوء من خبل أَو جُنُون لسبك إِيَّاهَا فَقَالَ لَهُم لَا أَخَاف مَا تشركون بِهِ إِلَّا إِن يَشَاء رَبِّي شَيْئا وسع رَبِّي كل شَيْء علما _ أَي أحَاط علمه بِكُل شَيْء _ أَفلا تتذكرون ثمَّ لما أَمر الله تَعَالَى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ان يَدْعُو قومه إِلَى التَّوْحِيد دَعَا أَبَاهُ فَلم يجبهُ ودعا قومه وَفَشَا أمره واتصلت أخباره بنمروذ وَهُوَ ملك تِلْكَ الْبِلَاد ثمَّ جَاهد إِبْرَاهِيم قومه بِالْبَرَاءَةِ مِمَّا كَانُوا يعْبدُونَ واظهر دينه وَقَالَ (افرأيتم مَا كُنْتُم تَعْبدُونَ انتم وإباؤكم الأقدمون فانهم عَدو لي إِلَّا رب العلمين) فَقَالُوا لَهُ فَمن تعبد أَنْت قَالَ رب الْعَالمين قَالُوا نَحن رَبنَا نمروذ قَالَ (أَنا عبد الله الَّذِي خلقني فَهُوَ يهديني وَالَّذِي هُوَ يطعمني ويسقيني وَإِذا مَرضت فَهُوَ يشفيني وَالَّذِي يميتني ثمَّ يحييني وَالَّذِي اطمع ان يغْفر لي خطيئتي يَوْم الدّين رب هَب لي حكما والحقني بالصالحين وَاجعَل لي لِسَان صدق فِي الآخرين واجعلني من وَرَثَة جنَّة النَّعيم واغفر لأبى انه كَانَ من الضالمين وَلَا تخزني يَوْم يبعثون يَوْم لَا ينفع مَال وَلَا بنُون إِلَّا من أَتَى الله بقلب سليم) قَالَ فَفَشَا ذَلِك الْخَبَر فِي النَّاس حَتَّى بلغ النمروذ فَدَعَاهُ إِلَيْهِ وَقَالَ يَا إِبْرَاهِيم أرايت الْملك الَّذِي بَعثك وَتَدْعُو النَّاس إِلَى عِبَادَته وتذكر عَظِيم قدرته مَا هُوَ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم هُوَ رَبِّي الَّذِي يحيي وَيُمِيت فَقَالَ نمروذ أَنا احيي وأميت قَالَ إِبْرَاهِيم كَيفَ تحيي وتميت قَالَ اخذ رجلَيْنِ قد استوجبا الْقَتْل فِي حكمي فَاقْتُلْ أَحدهمَا فاكون قد أمته ثمَّ أعفو عَن الْأُخَر فَاتْرُكْهُ فاكون قد أحييته قَالَ فانتقل إِبْرَاهِيم إِلَى حجَّة أُخْرَى اعجز فان حجَّته كَانَت لَازِمَة لانه أَرَادَ بِالْإِحْيَاءِ أَحيَاء الْمَيِّت فَكَانَ لَهُ ان يَقُول فاحي من أمت إِن كنت صَادِقا فانتقل إِلَى حجَّة أخري أوضح من الأولي (فَقَالَ إِبْرَاهِيم إِن الله ياتي بالشمس من الْمشرق فَاتَ بهَا من الْمغرب فبهت الَّذِي كفر) أَي تحير واندهش وانقطعت حجَّته

نام کتاب : الأنس الجليل نویسنده : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست