responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنس الجليل نویسنده : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    جلد : 1  صفحه : 45
فِي حَضرمَوْت وَبَقِي هود كَذَلِك حَتَّى مَاتَ وقبره بحضرموت وَقيل بِالْحجرِ من مَكَّة وَقيل أَن هوداً هُوَ غابر الْمُتَقَدّم ذكره وَالَّذِي صَححهُ جمَاعَة من أكَابِر الْعلمَاء أَن هوداً هُوَ ابْن عبد الله بن رَبَاح وَلَيْسَ هُوَ غابر وَالله أعلم ويروي أَنه كَانَ من عَاد شخص إسمه لُقْمَان وَهُوَ غير لُقْمَان الْحَكِيم الَّذِي كَانَ عل عهد سيدنَا دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام (وَأما صَالح) فَهُوَ ابْن آسَف أرْسلهُ الله إِلَى ثَمُود فَدَعَاهُمْ إِلَى التَّوْحِيد وَكَانَ مسكنهم بِالْحجرِ وَهِي مَدِينَة بَين الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وَالشَّام فَلم يُؤمن بِهِ إِلَّا قَلِيل مستضعفون ثمَّ أَن كفارهم عاهدوه على أَنه ان إتاهم بِمَا يقترحونه عَلَيْهِ آمنُوا واقترحوا عَلَيْهِ أَن يخرج لَهُم من صَخْرَة مُعينَة نَاقَة فَسَأَلَ الله تَعَالَى فِي ذَلِك فَخرج من تِلْكَ الصَّخْرَة نَاقَة وَولدت فصيلا فَلم يُؤمنُوا وعقروا النَّاقة فأهلكهم الله تَعَالَى بعد ثَلَاثَة أَيَّام بصيحة من السَّمَاء فِيهَا صَوت كل صَاعِقَة فتقطعت قُلُوبهم فَأَصْبحُوا فِي دَارهم جاثمين وَسَار صَالح إِلَى فلسطين ثمَّ انْتقل إِلَى الْحجاز يعبد الله إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَخمسين سنة وَورد إِنَّه توفّي فِي فلسطين وَأقَام بهَا بعد أَن هلك قومه وَيُقَال أَن قَبره بالمغارة الَّتِي بالجامع الْأَبْيَض بالرملة وَالله أعلم (ذكر سيدنَا إِبْرَاهِيم الْخَلِيل وأبنائه الْكِرَام عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام) أَقُول وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن وَهُوَ أَبُو الْأَنْبِيَاء الْكِرَام من أولي الْعَزْم من الْمُرْسلين رُوِيَ أَنه أنزل الله عَلَيْهِ عشر صحف وَكَانَت كلهَا أَمْثَالًا وَجعل لَهُ لِسَان صدق فِي الآخرين أَي ثَنَاء حسنا فَلَيْسَ أحد من الْأُمَم إِلَّا يُحِبهُ وأكرمه الله تَعَالَى بالخلة وَجعل أَكثر الْأَنْبِيَاء من ذُريَّته وَختم ذَلِك بِسَيِّد الْمُرْسلين مُحَمَّد الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشرف وكرم وَإِبْرَاهِيم هُوَ ابْن تارخ وَهُوَ آزر وَلما أَرَادَ الله عز وَجل أَن يبْعَث السَّيِّد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حجَّة على قومه

بأجمعهم - أَسأَلكُم أَن توصلوني إِلَى بَاب المغارة كي أنزل إِلَى حَضْرَة الْأَنْبِيَاء صلوَات الله عَلَيْهِم وأشاهدهم فَقَالُوا قد أَحْبَبْنَاك إِلَى ذَلِك لِأَن لَك علينا حَقًا وَاجِبا وَلَكِن لَا يُمكن فِي هَذَا الْوَقْت لِأَن الطارق علينا كثير وَلَكِن حَتَّى يدْخل الشتَاء فَلَمَّا دخل كانون الثَّانِي خرجت إِلَيْهِم فَقَالُوا أقِم عندنَا حَتَّى يَقع الثَّلج فأقمت عِنْدهم حَتَّى وَقع الثَّلج وَانْقطع الطارق عَنْهُم فجاؤا إِلَى صَخْرَة مَا بَين قبر إِبْرَاهِيم الْخَلِيل وقبر إِسْحَاق عَلَيْهِمَا السَّلَام وقلعوا البلاطة وَنزل رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ صعلوك - وَكَانَ رجلا صَالحا فِيهِ خير ولين فَنزلت أَنا مَعَه فَمشى وَأَنا من وَرَائه فنزلنا إثنتين وَسبعين دَرَجَة فَإِذا عَن يَمِيني دكان عَظِيمَة من حجر أسود وَإِذا عَلَيْهِ شيخ خَفِيف العارضين طَوِيل اللِّحْيَة ملقى على ظَهره وَعَلِيهِ ثوب أَخْضَر فَقَالَ لي صعلوك هَذَا إِسْحَاق عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ سرنا غير بعيد وَإِذا بُد كَانَ أكبر من الأولى وَعَلَيْهَا شيخ ملقى على ظَهره وَله شيبَة قد أخذت مَا بَين مَنْكِبَيْه أَبيض الرَّأْس واللحية والحاجبين واشفار العينيين وَتَحْت شيبته ثوب أَخْضَر قد جلل بدنه والرياح تلعب بشيبته يَمِينا وَشمَالًا فَقَالَ لي صعلوك هَذَا إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة واتم التَّسْلِيم فَسَقَطت على وَجْهي ودعوت الله عز وَجل بِمَا فتح عَليّ ثمَّ سرنا وَإِذا بُد كَانَ لَطِيفَة وَعَلَيْهَا شيخ لطيف آدم شَدِيد الادمة كث اللِّحْيَة وَتَحْت مَنْكِبَيْه ثوب أَخْضَر قد جلله فَقَالَ لي صعلوك هَذَا يَعْقُوب النَّبِي ثمَّ إننا عدلنا يساراً لنَنْظُر إِلَى الْحرم فَحلف أَبُو بكر الإسكافي مَا أَن غمت الحَدِيث قَالَ فَقُمْت من عِنْده فِي الْوَقْت الَّذِي حَدثنِي فِيهِ من وقتي إِلَى مَسْجِد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَلَمَّا وصلت إِلَى الْمَسْجِد سَأَلت عَن صعلوك فَقيل لي السَّاعَة يحضر فَلَمَّا جَاءَ قُمْت إِلَيْهِ وَجَلَست عِنْده وطارحته بعض الحَدِيث فَنظر إِلَيّ بِعَين مُنكر للْحَدِيث الَّذِي سَمعه فأومأت إِلَيْهِ بلطف تخلصت بِهِ من الْإِثْم ثمَّ قلت لَهُ إِن أَبَا بكر الإسكافي عمي فأنس عِنْد ذَلِك فَقلت يَا صعلوك بِاللَّه عَلَيْك لما عدلتما

نام کتاب : الأنس الجليل نویسنده : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست