responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنس الجليل نویسنده : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    جلد : 1  صفحه : 47
وَفِي هَذِه الْقرْيَة ضِيَافَة دائمة وطباخ وخباز وخدام مرتبون وهم يقدمُونَ العدس بالزيت لكل من يَأْتِي ويحضر عِنْدهم من الْفُقَرَاء وَيدْفَع إِلَى الْأَغْنِيَاء إِذا أخذُوا حُكيَ الْملك الْمُؤَيد إِسْمَاعِيل صَاحب حماة فِي تَارِيخه فِي وقائع سنة ثَلَاثَة عشر وَخَمْسمِائة إِن فِي تِلْكَ السّنة ظهر قبر إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وقبر ولديه إِسْحَاق وَيَعْقُوب عَلَيْهِمَا السَّلَام أَيْضا بِالْقربِ من بَيت الْمُقَدّس ورآهم كثير من النَّاس لم تبل أَجْسَادهم وَعِنْدهم فِي المغارة قناديل من ذهب وَفِضة وَلم يذكر كَيفَ كَانَ ظُهُور ذَلِك وَفِيه أشكال لِأَن فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور كَانَ بَيت الْمُقَدّس وبلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي يَد الإفرنج وَلَيْسَ للْمُسلمين عَلَيْهَا تكلم وَلَا أعلم هَل كَانَت الإفرنج يُمكن الْمُسلمين من الْبِلَاد حِين استيلائهم عَلَيْهَا؟ وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْحَال (ذكر ختانه وتسروله عَلَيْهِ السَّلَام وشيبته) روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّه قَالَ اختتن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة بالقدوم - وَهُوَ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد - وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّه قَالَ ربط إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام غرلته وَجَمعهَا إِلَيْهِ وحد قدومه وَضرب عَلَيْهِ بعمود كَانَ مَعَه فندرت بَين يَدَيْهِ بِلَا ألم وَلَا دم وختن إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة وختن إِسْحَاق وَهُوَ ابْن سَبْعَة أَيَّام وَعَن عِكْرِمَة إِنَّه اخنتن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة فَأوحى الله تعال إِلَيْهِ إِنَّك قد أكملت إيمانك إِلَّا بضعَة من جسدك فالقها فختن نَفسه بالفاس , وَسبب ختانه إِنَّه أَمر بِقِتَال العمالقة فَقَاتلهُمْ فَقتل خلق كثير من الْفَرِيقَيْنِ فَلم يعرف إِبْرَاهِيم أَصْحَابه ليدفنهم فَأمر بالختان ليَكُون عَلامَة للْمُسلمِ وختن نَفسه بالقدوم

صُورَة وأجمل وَجه من بني آدم فآنسها وَسكن روعها وبشرها بِولد يكون لَهُ شَأْن عَظِيم وَهُوَ خَلِيل رب الْعَالمين فَلَمَّا ثقل عَلَيْهَا الْحَال قَالَ لَهَا انهضي معي فَقَامَتْ مَعَه وتبعته فَتوجه بهَا حَتَّى أدخلها غاراً هُنَاكَ معمي عَن الْخلق فَلَمَّا دخلت الْغَار وجدت فِيهِ جَمِيع مَا تحتاجه وخفف الله تَعَالَى عَنْهَا الطلق فَوضعت إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَأتم التَّسْلِيم لَيْلَة الْجُمُعَة وَكَانَت لَيْلَة عَاشُورَاء وَكَانَ مولده لمضي ألف وَإِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة من الطوفان وَكَانَ الطوفان بعد هبوط آدم عَلَيْهِ السَّلَام بِأَلفَيْنِ وَمِائَتَيْنِ واثنين وَأَرْبَعين سنة وَبَين مولد إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَالْهجْرَة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة أَلفَانِ وَثَمَانمِائَة وَثَلَاث وَتسْعُونَ سنة على اخْتِيَار المؤرخين وَقد مضى من الْهِجْرَة الشَّرِيفَة إِلَى عامنا هَذَا تِسْعمائَة سنة كَامِلَة فَيكون الْمَاضِي من مولد سيدنَا إِبْرَاهِيم الْخَلِيل إِلَى آخر تِسْعمائَة من الْهِجْرَة الشَّرِيفَة ثَلَاثَة آلَاف وَسَبْعمائة وَثَلَاث وَتسْعُونَ سنة وَالِاخْتِلَاف فِي ذَلِك كثير فَلَمَّا سقط إِلَى الأَرْض نزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَقطع سرته وَأذن فِي أُذُنه وكساه ثوبا أَبيض ثمَّ عَاد بِأُمِّهِ الْملك إِلَى مَكَانهَا وَتركت وَلَدهَا فِي الْغَار وَلما طَالَتْ غيبَة نمروذ عَن أرضه وبلاده عَاد إِلَى تَدْبِير مَا كَانَ قد أهمه فَبَيْنَمَا هُوَ جَالس ذَات يَوْم على سَرِيره وَإِذا هُوَ بالسرير قد انتفض من تَحْتَهُ انتفاضاً شَدِيدا فَسمع نمروذ هاتفاً يَقُول تعس من كفر بآله إِبْرَاهِيم فَقَالَ لآزر هَل سَمِعت مَا سَمِعت؟ قَالَ نعم قَالَ فَمن هُوَ إِبْرَاهِيم؟ قَالَ آزر إِنِّي لَا اعرفه فَأرْسل للسحرة والكهنة يدلوك عَلَيْهِ فَأرْسل نمروذ خلف السَّحَرَة والكهنة وسألهم عَن ذَلِك فَلم يخبروه بِشَيْء مَعَ علمهمْ بِهِ وَكَانَ ذَلِك فِي يَوْم وِلَادَته ثمَّ توالت على نمروذ الهواتف حَتَّى نطقت الوحوش والطيور بِمثل ذَلِك فَكَانَ نمروذ لَا يمر بمَكَان إِلَّا وَيسمع قَائِلا يَقُول تعس من كفر بآله إِبْرَاهِيم فازداد همه وَرَأى رُؤْيا هائلة فِي مَنَامه وَذَلِكَ إِنَّه رأى الْقَمَر قد طلع من ضلع آزر وبقى نوره كالعمود الْمَمْدُود بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَسمع قَائِلا يَقُول قد جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل فَنظر إِلَى الْأَصْنَام فَوَجَدَهَا كلهَا منكسة

نام کتاب : الأنس الجليل نویسنده : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست