نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 126
ثالثا: التقوى والرفاهية في عصر الأسرة الخامسة
مدخل
...
ثالثًا: التقوى والرفاهة في عصر الأسرة الخامسة 2560 - 2420ق. م
يعتبر عصر الأسرة الخامسة فاتحة زمن زاهر جديد، اتسعت فيه آفاق دين الشمس وشملت أمور الدنيا والآخر، وازداد التقارب خلاله بين الملوك وبين كبار أفراد الشعب، ومضى التطور الطبقي يسير فيه بخطى صرحية، وبلغت فنون العمارة والنحت والتصوير والنقش فيه ذرى عالية، استأنفت مصر خلاله صلاتها التجارية الخارجية على نطاق واسع، مع فينيقيا في شمالها الشرقي وبلاد بوينة في جنوبها الشرقي. وإن لم يمنع هذا من وجود عيوب ونقائص في أيامه وحكامه.
جمعت الأسرة الجديدة بين فرعي الأسرة الرابعة الكبيرين المتنافسين كما أسلفنا، فرع خفرع الذي مثلته خنتكاوس ورفع جد فرع الذي مثله وسركاف، وحققت الوئام بينهما. غير أن أنصار الملوك الأوائل لهذه الأسرة لم يقنعوا لفراعنتهم بحق الحكم عن طريق زواج أبيهم بسليلة الفرع الحاكم من الأسرة الرابعة، وابتغوا أن يردوا شرعية حكمهم إلى إرادة ربانية قديمة وأصل مقدس، فخرجوا على الناس بداعاية ناسبت الأفكار الدينية في عصرها، واعتمدت على القول بأسطورة نسبتهم على "روح" الإله رع رب الشمس وإن أنجبتهم أمهم من رجل مبارك من كهنته. وبقيت من صورها المكتوبة نسخة من الدولة الوسطى، سجلت على بردية عرفت اصطلاحًا باسم بردية فستكار. ولسنا ندري مدى قبول الناس لما روته هذه الدعاية أو هذه الأسطورة، إن كانوا قد تقبلوه عن إيمان وتصديق، أم اعتبروه مجرد مبالغة من الكهان وأهل البلاط لصالح ملوكهم[1]، ولكننا ندري أن ملوك الأسرة ظلوا أوفياء للإله رع الذي اعتبروه صاحب الفضل في ارتقائهم العرش، وظلوا كرماء مع كهنته الكبار الذين آزروهم في حكمهم[2].
تلقب وسركاف أول ملوك الأسرة بلقب معبر يناسب وضعه كمؤسس لأسرة جديدة وهو "إرماعت" أي واضع النظام أو محق الحق. وتعاقب بعده ثمانية ملوك تداخل اسم رع في الأسماء الشخصية لستة منهم على أقل تقدير، وهم: ساحورع، ونفراركارع، وشبسكارع، ونفرفرع، وني وسرع، ومن كلوجور وجد كارع، وونيس. وقد اهتم أغلبهم بمعبد إله الشمس في مدينته المختارة: "عين شمس"، ثم أقاموا له ستة معابد على مثاله. وبدأ هذه المعابد رأس الأسرة، وسركاف، وبنى معبده متواضعًا من اللبن، ولأمر غير معروف شيده في منطقة أبي غراب جنوبي الجيزة، وليس في عين شمس نفسها. كما بنى هرمه ومعبداه إلى الجنوب منه في سقارة. وقد تهدم جزء كبير من الهرم ومعبديه، وإن تبقى من صور الطيور والزهور التي [1] راجع عن تفاصيل هذه القصة وما يستنتج منها عن العادات المصرية القديمة: عبد العزيز صالح: الأسرة في المجتمع المصري القديم – القاهرة 1962. [2] الغريب أن المؤرخ مانيتون نسب مؤسس الأسرة الخامسة إلى إلفنتيني "أي أسوان".
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 126