نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 127
تزين جدران معبد شعائره ما ينم عن أيد فنية متثبتة وإحساس مرهف بجمال الطبيعة الطلقة وكائناتها. كما بقيت رأس ضخمة رائعة من الجرانيت لوسركاف، يذهب الظن إلى أنها كانت رأسًا لتمثال كامل، وإذا صح هذا الظن وكان التمثال جالسًا، لم يكن ارتفاعه ليقل عن خمسة أمتار[1]. ويبدو أن ضخامة التماثيل كانت تستهدف عن قصد لمؤسسي الأسر الحاكمة؛ إذ أثرت نفس الضخامة لبعض تماثيل زوسر مؤسس الأسرة الثالثة، وأمنمحات مؤسس الأسرة الثانية عشرة، كنوع من الدعاية لعظم شأنهم. وقد بنى خلفاء وسركاف أهرامهم ومعابدها في منطقة أبو صير[2] التي لا تبعد عن أبي غراب بأكثر من ميل واحد. [1] Firth, Asae, Xxix, Pis. Iii; Zaes, 1955, 140-144 [2] سنعتبر اسم "أبو صير" اسمًا مبنيًّا باعتباره تحريفًا لاسم "بو أوزير" أو "بر أوزير".
خصائص معابد الشمس:
لعل أكثر معابد الشمس بقاء حتى الآن هو معبد ني وسررع سادس ملوك الأسرة. وهو معبد ضخم شيد هو وملحقاته من الحجر[1]. وتكونت عمارته معها من ثلاثة عناصر متمايزة: مبنى ضخم ينهض على حافة الهضبة ويطل على الوادي، ويعتبر مدخلًا إلى منطقة المعبد، ويشبه معبد الوادي بالنسبة لمناطق الأهرام. ويليه طريق صاعد مكشوف لأشعة الشمس تعبره الوفود وهي تهلل لربها نور السماء والأرض. ثم معبد الشمس الرئيسي ذاته، وهو بناء ضخم ولكنه بسيط التكوين، يتألف من فناء رحب مرصوف عظيم الاتساع ينكشف لنور إله الشمس ويتضمن رموزه التي رأى الناس آياته فيها ورمزوا بها إليه. وأهم هذه الرموز مسلة حجرية ضخمة بلغ ارتفاعها الأصلي في عهد ني وسررع فيما يعتقد بورخارت، نحو ستة وثلاثين مترًا، واتخذت قمتها هيئة الشكل الهرمي الصغير، وكانت فيما يرجح مكسوة بصفائح النحاس أو مموهة بالذهب ليتألف نورها ويتوهج حين تنعكس عليها أشعة ربها كل صباح، ولعلها لهذا سميت "بنين" ربما بمعنى المشعة[2]. ويرى شبيجل أن قمة المسلة كانت ترمز على ما رمزت إليه قمم الأهرام من حيث اعتبارها رمزًا للنظام العالمي الذي يحتل الرب أو الفرعون قمته وأعلى وأرفع مكان فيه. وكان يتقدم المسلة من ناحيتها الشرقية مائدة متسعة من المرمر، تقدم القرابين عليها ويحرق بعضها ليتصاعد عبيرها إلى إله الشمس في سمائه. ويتضمن المعبد موضعين آخرين لنحر الضحايا، تجري الدماء منهما في مجار مكشوفة إلى أحواض حجرية مستديرة واسعة. وجاورت المعبد من الخارج قرب جداره الجنوبي هيئة مركب مشيدة من اللبن، كانت تتضمن مركبًا خشبية يبلغ طولها نحو ثلاثين مترًا، ترمز إلى مركب إله الشمس. ويحتمل أنه كانت تقابلها مركب أخرى، بحيث ترمز إحداهما إلى مركب النهار "معنجة" التي اعتقد المصريون أن رب الشمس يعبر بها سماء الدنيا لينيرها للأحياء، وترمز الأخرى إلى مركب الليل "مسكتة" التي يعبر بها سماء العالم السفلي لينيرها للموتى، موزعًا [1] 1 - F.W. Von Bissing-L. Borcherdt, Das Re-Heiliglum Des Konigs Ne-Woser-Re "Rathures", 1-Iii, Berlin 1905-1928; Von Bissing-H, Kess, Unters, 2u Den Reliefs Dem Re-Heiling Des Rathres, Munich, 1922. [2] J. Spieegel, Op. Cit., 606; Orientalis, 1970, 398 F.
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 127