responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح    جلد : 1  صفحه : 210
ولحسن الحظ احتفظت النصوص المصرية بأقوال بعض من شاركوه في السمعة الحربية من شجعان جيشه، وكان منهم أحمس بن إبانا الذي تمرس على الحرب منذ أيام الكفاح ضد الهكسوس، وقد كتب في نقوش مقبرته يقول "حين بلغ الفرعون نهرينا ... كنت في مقدمة جيشنا، وشهد جلالته مدى جرأتي، وقدت إليه "ذات مرة" عربة حربية بخيلها وبمن فيها أسرى وقدمتهم إليه، فكافأني بالذهب ضعفًا ... "[1]. وكان في قوله "كنت في مقدمة جيشنا" ما يشهد باعتزازه بهذا الجيش وبأن المواطنين أصبحوا يعتبرون الجيش جيشهم وليس جيش الفرعون وحده. ثم أحمس بانخبة الذي زامله في خدمة أمنحوتب الأول وذكر هو الآخر أنه اشترك في حروب نهرينا وأنه قتل واحدًا وعشرين شخصًا وأسر وغنم مركبة حربية ... [2].
كان منطقيًّا أن تعقب فترة النضال المستمر في المرحلة الأولى من عصر الأسرة الثامنة عشرة، فترة هدوء واستجمام، وقد حدثت هذه الفترة بالفعل في عهدي ولدي تحوتمس الأول. وهما تحوتمس الثاني ثم حاتشبسوت. وقد سارت العلاقات الخارجية في عهد تحوتمس الثاني "عاخبرن رع" سيرًا عاديًّا هينًا، وتكفلت جيوشه بمجهودات يسيرة لتوطيد الأمن في الأملاك الجنوبية[3] والشمالية[4].
واتجهت سياسة الدولة في عهد حاتشبسوت "ماعت كارع" وجهة إفريقية أكثر منها آسيوية، فعملت جيوشها على توطيد الأمن في منطقة كاش[5]. وعلى استغلال مناجمها وزيادة التبادل التجاري معها هي وما ورائها من بلاد السودان. وخرجت حينذاك بعثتها الاقتصادية الكبيرة المشهورة إلى بلاد بوينة "أو بونت" في عام حكمها التاسع، وقد صورت مراحلها على جدران معبدها في الدير البحري، وقيل معها إنها بدأت بوحي الإله آمون رع وإنه أرشدها إلى خير السبل على بلاد بوينة ومدرجات أشجار الكندر. وقد خرجت البعثة في عدة سفن شراعية كبيرة ومعها سرية من الجند وأبحرت في البحر الأحمر حتى باب المندب ومنه إلى بلاد بوينة "إرتيريا أو الصومال" فاستقبلها الحاكم بوينة وزوجته وأولاده وكبار رجاله، وانحنى كبار حاشيته أمام رمز حاتشبسوت وقالوا وهم يحيونه ويلتمسون البركة منه "تحية لك ملك مصر، الشمس الأنثى التي تضيء مثل الكوكب" وقالوا "حقًّا إن ملك مصر لا يعزب عنه شيء" ويبدو أن البعثة هدفت أصلًا إلى بلوغ مدرجات الكندر في اليمن لتستورد خير أنواعه وتتفادى تدخل الوسطاء، ولكن أمير بوينة ورجاله خوفوا رجال البعثة مشقة الطريق وقاموا باستيراد 31 من شجيرات الكندر عن طريقهم حتى لا يفقدوا مكاسب الوساطة[6]. ثم بادلوا البعثة متاجرها، وعادت من أرضهم بكميات كبيرة من الذهب وثمار البخور

[1] Urk., Iv, 9, 10-10,3.
[2] Ibid., 36, 10-11.
[3] Ancient Records, Ii, 119 F,.
[4] Ibid., 124.
[5] See, Jnes, Xvi, 99 F.; Zaes, 1966, 97 F.
[6] Abdel-Aziz Saleh, “Some Problems Relating To The Pwenet Reliefs At Deir El- Bahari”, Jea, 1972, 140-158.
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست