responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح    جلد : 1  صفحه : 209
القوة الدافعة في نفسه واستغل الروح الحربية التي سادت شعبه منذ عهدي سلفيه، فمد حدود مصر الجنوبية إلى المدى الذي كان يعتقد أنه مداها الطبيعي، ووصل بها قرب الشلال الرابع، ثم عاد وسجل أخبار انتصاراته على الصخور المواجهة لجزيرة تومبس[1]. وزاد في سنة سلفه فجمع المناطق الجنوبية في وحدة إدارية كبيرة امتدت من نواحي نباتا حتى مدينة الكاب قرب إدفو، ورفع قيمة واليها بما يتفق مع اتساعها الجديد فخلع عليه لقب الإمارة "حرفيا: ابن الملك"[2]. واستمرت بلاد النوبة تتمصر منذ ذلك الحين بخطى سرية وتهذبت مصنوعاتها المحلية التي شاعت فيها منذ أيام الدولة الوسطى[3].
ووجه تحوتمس ناحية الشام عاملان: عامل القوة الدافعة التي صبغت سلوكه وروح عصره، وعامل تحرك الجماعات الميتانية التي ذكرتها نصوص عهد سلفه، في شمال شرق الشام وقرب نهري الخابور والفرات. وكان في كل من العاملين ما شجعه على تنفيذ المرحلة الثالثة من سياسة أسرته، ألا وهي السيطرة على أبواب التجارة ومداخل الهجرات في شمال الشام وأطراف العراق. ولم تكن أحوال بلاد الشام حين ذاك مما يشجعها على صد هجرات جديدة أو كسر شرة الهجرات الموجودة على أطرافها، دون دفع خارجي أو عون خارجي، وحين تطلع تحوتمس الأول إلى جمعها تحت رايته اعتمد على جرأته واستعان بالتحركات القوية الخاطفة، فمرق بجيشه من مصر عبر الشام في سرعة غريبة ودون معارضة كبيرة حتى بلغ أرض نهرينا في منطقة الميتان[4] ثم عبر نهر الفرات وأرسى على ضفته الشرقية نصبًا حدد به حدود دولته الناهضة[5] التي امتدت على حد تعبير نصوص عهده من قرن الأرض في الجنوب إلى أطراف المياه المعكوسة في الشمال، أي من جبل برقل والشلال الرابع حتى أطراف مياه الفرات التي استغرب المصريون جريانها من الشمال إلى الجنوب على عكس جريان مياه نيلهم، فاعتبروا جريانها جريانًا معكوسًا ووصفوها بأنها المياه التي تجعل المبحر يقبل "أو تجعل الطالع نازلًا"[6]. وعند عودته من ضفاف الفرات، وجد تحوتمس من وقت فراغه ومن شعوره بالطمأنينة ما شجعه على أن يمتع نفسه هو وخاصة رجاله بصيد الفيلة في منطقة أحراج "ني"[7].
وظل الرجل فخورًا بما أداه لمصر، وكان من قوله بين كهنة أوزير في أبيدوس: "أطلقت حدود تامري "أي مصر" إلى ما تحيط الشمس به، وعوضت أهلها بعد خوفهم قوة "وأمنًا"، وأقصيت الشر عنها، وجعلتها فوق رأس الدنيا كلها، وجعلت الجميع أتباعًا لها"[8].

[1] Urk., Iv, 82 F.; Ancient Records, Ii, 67 F.; Saeve-Soderbergh, Aeghpten Und Nubie, 148, 154.
[2] Urk. Iv, 80; And See, Jea, Vi, 82 F.; Rec. Trav., Xxxix, 182.
[3] ألكسندر شارف: تاريخ مصر، ص122.
[4] See, Gardiner, Onomastica, I, 144, 171 F., 180, 266.
[5] Breasted, Op. Cit., Ii, 478.
[6] Urk., Iv, 85, 14.
[7] See, Gardiner, Op. Cit., 158 F.
[8] Urk., Iv, 102, Ii F.; Zaes, 1910, 73-74.
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست