نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 432
العراقيين من الحصول على أشجار الأرز من غابات لبنان واحتكرته دونهم فنسبت الأسطورة تحطيم هذا الاحتكار وأهله إلى مجهود بطلها العظيم جلجميش.
واحتفظت الألواح السومرية بأسطورتين أخريين قصيرتين لمقاتلة الأبطال لكائنات خرافية شريرة، تضمنت أولاهما مقدمة قصة جلجميش وإنكيو. وكان بطلها المعبود إنكي الذي أراد أن يثأر من الوحش كور لاختطافه الربة إرشكيجال واغتنامه إياها لنفسه في عالمه السفلي، فتتبعه في قاربه، وأخذ كور يرشق سفينة إنكي بالأحجار ويضرب قاعدتها ويسلط مياه البحر على مقدمتها، ولم تعرف نهاية هذه الأسطورة ولكن يبدو أن إنكي انتصر فيها وأيد انتصاره بتحكمه في مياه الأعماق وتسميته بإله آبسو[1].
وكان بطل الأسطورة الثانية "نينورتا" رب الرياح الجنوبية وابن إنليل "رب الهواء" وتنماخ التي لقبت بلقب " ... خرساج" ربما بمعنى ربة الجبل، وكان خصمه هو "أسج" "شيطان المرض القاطن في كرر، فتغلب عليه بعد جهد كبير، ولكن حدث بعد أن قضى عليه أن طغت المياه "المالحة؟ " الحبيسة تحت كور على سطح الأرض وغطت على مياه الأنهار، وأشاعت القحط، وظلت كذلك حتى عمل نينورتا على تكديس الأحجار فوق كور وجعل منها سد حجز به تلك المياه العظمى، وصرف ما غمر البلاد منها إلى نهر دجلة "؟ " وأزاح عن البلاد ما أصابها من كرب ومجاعة[2]. ومن طبعات الأختام التي صورت قتال الأبطال للكائنات الخرافية ختم من أور صور البطل فيه بهيئة بشرية وصور مساعده على هيئة رجل برأس ثور.
وطرق السومريون فن الحوار الذي يقوم على التفاخر، وعادة ما يكون طرفاه اثنين من الأرباب أو من الحيوانات أو من الأشجار، أو يقوم على التقاضي أمام معبود أو عدد من الأرباب[3]. ومن نماذجه حوار اشترك فيه أربعة: أوتو رب الشمس وأخته إنانا ورب الرعاة دوموزي ورب الزارعين إنكيمدو. وهو حوار يبدو أن مؤلفه أراد أن يعبر به عن فصل من فصول الصراع الدائم في العراق بين أهل البادية وأهل الحضر، وأضطرار الزارعيين إلى قبول الرعاة في أرضهم عن تراض في بعض الأحيان وعلى مضض في أغلب الأحيان. ولا يخلو الجزء الباقي من هذا الحوار من تكرار وسذاجة، ولكنه لا يخلو من طرافة على أية حال، ويمكن تلخيصه على النحو التالي:
تقدم الراعي والفلاح لخطبة العذراء إنانا، ورغبها أخوها أوتو في قبول الراعي دوموزي وأغراها بكثرة ما لديه من اللبن والشحم والدسم، فأبت إلا زواج الفلاح. وقالت لأخيها لن يتزوجني الراعي ويطويني في ثوبه الصوفي، وسيتزوجني الفلاح الذي ينمي النبات ويزرع الحبوب. [1] كرامر: من ألواح سومر - الفصل 20 - ص284 - 286. [2] نفس المرجع: ص286 - 289. [3] L. Woolley, Ur Excavations, The Royal Cemetery, 359.
See, J.J.A. Van Dijk, La Sagesse Sumero-Accadienne, 31 F.; W.G. Lambert, Babylonian Wisdom Literature, 1969, 150 F.
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 432