الأفْوَه الأودي:
ألا! علِّلاني واعلما أنني غَرَرْ ... وما قلتُ ينجيني الشقاق ولا الحذرْ
وما قلت ينجيني ثوابي إذا بدت ... مفاصل أوصالي وقد شخص البصر
/ وجاءوا بماء بارد يغسلونني ... فيا لك من غسل ستتبعه غبر [1]
فرمُّوا له أثوابه وتفجَّعوا ... فرنَّ مرنَّات وثار به النفر
إلى حفرة يلوي إليها بسعيه ... وذلك بيت الحق، لا الصوف والشعر
فسوَّوا عليه الترب رطبا ويابسا ... ألا كل شيء ما خلا ذاك يختبر
وكانوا يكفنون موتاهم، ويصلون عليهم. وكانت صلاتهم أن يحمل الميت على سرير ثم يقوم وليه فيذكر محاسنه كلها ويثني عليه ثم يقول: «عليك رحمة الله» ، ثم يدفن. وقال الله
[1] بهامش الأصل: «جمع غبرة من التراب» .