حتى ظفر به على حال غرة وضعف منه ومن جنوده، فسأله أن يطلقه على أن يعطيه موثقا، على ألا يغزوه أبدا، ففعل ذلك ملك «الهياطلة» ، فلما عاد إلى «فارس» أخذته الحميّة، فجمع له وغزاه غادرا به، فظفر ملك «الهياطلة» بعسكره، فاستباحه وقتل رجاله، وأسر من أولاده وقرابته. وهلك «فيروز» فيمن هلك.
وكان على «سجستان» رجل من «أردشير» [1] يقال له: «سوخرا» [2] فشخص فيمن معه من أسورته، نحو «الهياطلة» ، وجمع إليه جنود «فيروز» ، ثم بعث إلى ملك «الهياطلة» ، يخيره بين الحرب، وبين التخلية عمن في يده من أسارى «فارس» ، فخلاهم ملك «الهياطلة» ، فشرفت منزلة «شوخرا» ، وانصرف إلى «المدائن» .
وكان ملك «فيروز» سبعا وعشرين سنة.
ثم تنازع الملك ابنا «فيروز قباذ» و «بلاش» ، فغلب «بلاش» عليه، ونفاه عنه. فهرب «قباذ» إلى «خراسان» ، ليسأل «خاقان» ملك «الترك» أن يعينه ويمده.
بلاش بن فيروز:
وملك «بلاش» ، ولم يزل حسن السيرة، حريصا على العمارة. وكانت مدة ملكه- إلى أن مات- أربع سنين.
وكان «قباذ» حين سار إلى «خراسان» نزل في طريقه على رجل من الأساورة، وقد كانت نفسه تاقت إلى النساء، فخطب بنت صاحب البيت، فزوجه وهو لا يعرفه، فبات بالمرأة فحملت منه، ثم سار «قباذ» إلى «خاقان» [1] ق: «أردشيرخره» . [2] هـ، و: «شوخرا» .