واستمده، فدافعه بذلك أربع سنين. ثم وجه معه جيشا، فلما انصرف مر بالمنزل الّذي كانت به المرأة، فوجدها قد ولدت غلاما، فانطلق بها وبالغلام، وهو ابن ثلاث سنين، فلما وصل «المدائن» لقي أخاه قد هلك.
/ 328/ قباذ بن فيروز:
فملك «قباذ» ، وبنى فيما بين «فارس» و «الأهواز» ، مدينة «أرجان» ، فأسكن فيها سبى «همذان» ، وبنى مدينة «حلوان» ، مما يلي «الماهاب» ، وبنى مدينة يقال لها: «قباذخره» ، وكان ضعيفا في ولايته، مهينا، فوثب «مردق» ، وأصحاب له، فقالوا: إن الله تعالى جعل الأرض للعباد بالسوية، فتظالم الناس، واستأثر بعضهم على بعض، فنحن قاسمون بين الناس، ورادّون على الفقراء حقوقهم في أموال الأغنياء، فجعلوا يدخلون على الرجل فيغلبونه في منزله، ونسائه وأمواله، وأراد بعضهم «قباذ» على نسائه، وبعضهم على دمه، ليظهره، وحملوه على قتل «شوخرا» فقتله «ابن شوخرا» بمن تابعه من الأشراف، فقتل «مردق» وخلقا كثيرا من أصحابه، وأعاد «قباذ» إلى ملكه، ثم سعى به وغرّ منه حتى قتله «قباذ» ، فانتشر أمره وأدبر، ولم تبق ناصية إلا خرج فيها خارج، وهلك على ذلك.
وكان ملكه ثلاثا وأربعين سنة.
كسرى أنوشروان بن قباذ:
ثم ملك بعده «كسرى أنوشروان» ، وهو ابن المرأة التي ولدت له في طريقه إلى «خراسان» ، وكان رجلا شديدا، فأعاد الأمور إلى أحوالها، ونفى رءوس المزادقة، وعمل بسيرة «أردشير» ، وافتتح «أنطاكية» ، وكان فيها عظم [1] جنود [1] ب، ط: «أعظم» . ق: «عظيم» .