نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 29
والقاتلون إن "سارقين" من أصل لفظتين "سارة"، زوج إبراهيم، ومن "قين" بمعنى "عبد" وأن المعنى هو "عبيد سارة"، متأثرون برواية التوراة عن سارة وبالشروح الواردة عنها[1]، وليست لأصحاب هذا الرأي أية أدلة أخرى غير هذا التشابه اللفظي الذي نلاحظه بين "سرسين" وبين "سارقين"، وهو من قبيل المصادفة والتلاعب بالألفاظ ولا شك، وغير هذه القصة الواردة في التوراة: قصة "سارة" التي لا علاقة لها بالسرسين.
هذا وما زال أهل العراق يطلقون لفظة "شروك" و "شروكية" على جماعة من العرب هم من سكان "لواء العمارة" والأهوار في الغالب، وينظرون إليهم نظرة خاصة، ولا شك عندي أن لهذه التسمية علاقة بتلك التسمية القديمة.
ويستعمل أهل العراق في الوقت الحاضر لفظة أخرى، وهي "الشرجية"، أي "الشرقية"، ويقصدون بها جهة المشرق. وتقابل لفظة "بني قديم" في العبرانية، وهي من بقايا المصطلحات العراقية القديمة التي تعبر عن مصطلح "شركوني" و "بني قديم".
هذا وقد عرف العرب أن الروم يسمونهم "ساراقينوس"؛ فقد ذكر "المسعودي" أن الروم إلى هذا الوقت "أي إلى وقته" تسمي العرب "ساراقينوس". وذكر خبرًا طريفًا عن ملك الروم "نقفور" المعاصر ل"هارون الرشيد". فقد زعم أنه "أنكر على الروم تسميتهم العرب ساراقينوس. تفسير ذلك عبيد سارة، طعنًا منهم على هاجر وابنها إسماعيل، وأنها كانت أمةً لسارة، وقال: تسميتهم عبيد سارة، كذب[2].
وقد كانت منازل "القدمونيين"، "هقدمني"، "هاقدموني" "kadmonites"، في المناطق الشرقية لفلسطين، أي في بادية الشام، ولما كان "قيدما" "kedemeh" هو أحد أبناء إسماعيل في اصطلاح "التوراة"، فيكون أبناء "قيدما" من العرب الإسماعيليين[3]. وقد ذكر في موضع من التوراة أنهم كانوا يقطنون المناطق الشرقية لفلسطين قرب "البحر الميت" المعروف في [1] لغة العرب ج4، من السنة 7، ص 294. [2] التنبيه "ص143" "طبعة عبد الله إسماعيل الصاوي". [3] Hastings, P. 512, Hastngs, A Dictionary of the bible, I, p. 633.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 29