تعرض دوننا ظلما قمير ... إلينا والخصوم إلى انفصال
وتطمع بالصلاح بنو قمير ... ولم تفزع بجيش أو جلال
ويجري بيننا كردوس [1] خيل [2] ... بحمل [3] البيض والأسل [4] النهال [5]
ويصرع [6] بيننا قتلى كرام ... تقصد [7] فيهم حطم العوالي
قال البكائي: ثم إن الناس ترادوا وعرفوا إنما يخشى القوم السبة فأعطتهم خزاعة بعض العقل وانصرفوا عن بعض، وقال عبد الله بن الزبعرى [8] لبسر [9] بن سفيان القميري [10] : (الطويل)
ألا أبلغا بسر بن سفيان آية ... يبلغها [11] عني الخبير المفرّد
وهي قصيدة في شعره، فلما سمع بسر بن سفيان قول ابن الزبعرى أخذ بيد ابنه وقريش جلوس في الحجر [12] فقال: يا معشر قريش! أنتم أعز الناس علينا حربا وأحب الناس إلينا سلما وقد اتهمتمونا من قتل الوليد بما اتهمتمونا به وإنا لم نفده [13] ولم نطله، وهذا ابني لكم رهن بالدية، فأخذه خالد بن الوليد وقال: قد قبلنا، فانطلق بالغلام إلى منزله فأطعمه وكساه حلة وطيبة ثم قال: انطلق إلى أبيك فإن كان لنا عليه حق فسيريحه [14] علينا، فلما [1] الكردوس بضم الكاف: الكتيبة. [2] في الأصل: الخيل. [3] في الأصل: يحمل. [4] الأسل بالتحريك الرّماح.
[5] النهال: العطاش. [6] في الأصل: لقرع. [7] تقصد: انكسر. [8] في الأصل: الزبير. [9] في الأصل: لبشر. [10] في الأصل: القمري. [11] في الأصل: بيلغبها. [12] الحجر بالكسر: حرم الكعبة. [13] في الأصل: لم نفديه. [14] أراح عليه حقه: رده عليه.