قبيس [1] ، فصاح بأعلى صوته: (البسيط)
يا للرجال لمظلوم بضاعته ... ببطن مكة نائي [2] الأهل والنفر؟ [3]
إن الحرام لمن تمت حرامته ... ولا حرام لثوبي لابس الغدر
فلما رأت ذلك قريش أعظموه، فانطلقت هاشم وزهرة وتيم فدخلوا على عبد الله بن جدعان، فذكروا له ما رأوا [4] من الظلم وتحالفوا بينهم على دفع الظلم وأخذ الحق من كل ظالم قال فقال سعيد بن المسيب: تحالفوا بينهم بالله القائلين [5] إنا ليد [6] على الظالم حتى نأخذ منه الحق ما بل بحر صوفة وعلى التأسي في المعاش، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه: «لقد شهدت حلفا في دار ابن جدعان [7] ما أحب أني نقضته [7] و [لو كان-] [8] لي حمر النعم ولو دعيت اليوم إليه لأجبت» وإنما سمي حلفهم حلف الفضول لأنهم [9] خرجوا فضلا من المطيّبين والأحلاف قال: وسمعت من يقول: سمي حلف الفضول لأنهم [9] تحالفوا ألا يتركوا عند أحد فضلا بظلمه أحدا [10] إلا أخذوه منه، ويقال: إن قريشا قالت: هذا فضول منهم، فسمي بذلك أصحاب حلف الفضول [11] ، قال: ونزلت وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ [4]: 33 [12] في حلف الفضول [1] قبيس كزبير. [2] في الأصل: ناي.
[3] في الأصل: نقر- بالقاف. [4] في الأصل: راو. [5] في الأصل: القاتل (مدير) . [6] في الأصل: لبد- بالباء الموحدة. [7] في الأصل: ما احبان انقضه، والتصحيح من الأغاني 16/ 67. [8] ليست الزيادة في الأصل. [9] في الأصل: انهم. [10] في الأصل: أحد. [11] في الأغاني 16/ 67 والروض الأنف 1/ 91 وجه آخر لهذه التسمية أحسن وأنسب مما ذكر هنا. [12] سورة 4 آية 33.