خاصة قال: وكان من أمر حلف الفضول أن رجلا من خثعم قدم مكة ومعه ابنه له حسناء يقال لها الدريرة [1] فأخذها نبيه بن الحجاج فخرج بها إلى الرمضة [2] وغلب عليها فمشى أبوها إلى بني سهم فلم يعينوه ومشى إلى قبائل [3] قريش فأبوا، فقال له قائل [4] : لو أتيت حلف الفضول، فجاءهم فخرجوا معه حتى جاءوه فقالوا: اردد ابنته إليه فقال: متعوني بها الليلة، قالوا: لا نقوم والله حتى تأتي بها، فأسلمها إليهم فدفعوها إلى أبيها، فقال نبيه [5] : (الكامل)
حي الدريرة إذ نأت ... منا على عدوائها [6]
لا بالفراق تنيلني ... شيئا ولا بلقائها
إلّا مواعد [7] جمة ... تلقى على استغنائها
أخذت بشاشة قلبه ... ونأت فكيف بنأيها [8]
رفعوا المحلة نحوهم ... واستعذبوا من مائها
لولا الفضول وإنه ... لا أمن من عدوائها
لأتيتها أمشي بلا ... هاد إلى ظلمائها
فلطفت [9] حول خبائها ... ولبدت [10] في أحشائها
وسلى بمكة تخبري ... أني من أهل وفائها
ذمما [11] وأفضلهم يدا ... حسبي على أكفائها [1] انظر ص 55 وما بعدها. [2] لم نجد هذا الموضع في مراجعنا. [3] في الأصل: قبايل- بالياء المثناة. [4] في الأصل: قايل- بالياء المثناة. [5] راجع ص 57، لشرح الأبيات الآتية واختلاف روايتها.
[6] في الأصل: غذوائها- بالغين المعجمة. [7] في الأصل: مواعيد.
[8] في الأصل: بنائها. [9] في الأصل: فلبدت. [10] في الأصل: وكبدت- بالكاف. [11] في الأغاني 16/ 64:
قدما وأفضل أهلها ... منا على أكفائها