بإصبعه وقال: إنه ليس عندنا غيره حتى يحيا الناس، وقال سفيان بن عيينة: قال عمر بن الخطاب: أحب الناس إليّ من رفع إليّ عيوبي وقال أسلم: رأيت عمر بن الخطاب يأخذ بأذن الفرس، ويأخذ بيده الأخرى أذنه، ثم ينزو على متن الفرس، وقال ابن عمر: ما رأيت عمر غضب قط فذكر الله عنده أو خوف أن قرأ عنده إنسان أية من القرآن إلا وقف عما كان يريد، وقال بلال لأسلم: كيف تجدون عمر؟ فقال: خير الناس إلا أنه إذا غضب فهو أمر عظيم، فقال بلال: لو كنت عنده إذا غضب قرأت عليه القرآن حتى يذهب غضبه، وقال الأحوص بن حكيم عن أبيه: أتى عمر بلحم فيه سمن، فأبى أن يأكلهما، وقال: كل واحد منهما أدم. وأخرج هذه الآثار كلها ابن سعد.
وأخرج ابن سعد عن الحسن قال: قال عمر: هان شيء أصلح به قومًا أن أبدلهم أميرًا مكان أمير[1].
فصل: في صفته رضي الله عنه
أخرج ابن سعد والحاكم عن ذر قال: خرجت مع أهل المدينة في يوم عيد، فرأيت عمر يمشي حافيًا شيخًا أصلع آدم أعسر طوالًا مشرفًا على الناس كأنه على دابة، قال الواقدي لا يعرف عندنا أن عمر كان آدم، إلا أن يكون رآه عام الرمادة فإنه كان تغير لونه حين أكل الزيت[2].
وأخرج ابن سعد عن ابن عمر أنه وصف عمر فقال: رجل أبيض تعلوه حمرة طوال أصلع أشيب.
وأخرج عن عبيد بن عمير قال: كان عمر يفوق الناس طولًا.
وأخرج عن سلمة بن الأكوع قال: كان عمر رجلًا أعسر يسر يعني يعتمل بيديه جميعًا، وأخرج ابن عساكر عن أبي رجاء العطاردي قال: كان عمر رجلًا طويلًا جسيمًا أصلع شديد الصلع أبيض شديد الحمرة في عارضيه خفة، سبلته كبيرة، وفي أطرافها صهبة.
وفي تاريخ ابن عساكر من طرق أن أم عمر بن الخطاب: حنتمة بنت هشام بنت المغيرة أخت أبي جهل بن هشام، فكان أبو جهل خاله.
فصل: في خلافته رضي الله عنه
ولي الخلافة بعهد أبي بكر في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة.
قال الزهري: استخلف عمر يوم توفي أبو بكر، وهو يوم الثلاثاء لثمانٍ بقين من جمادى الآخرة، أخرجه الحاكم، فقام بالأمر أتم قيام. [1] أخرجه ابن سعد "245/2". [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات "276/2"، والحاكم في المستدرك "81/3". وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: صحيح.