نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 2 صفحه : 195
فأقبل جلّهم إليه، فقال:
- «هذا أميركم يقاتل. إلى أين؟ سيروا بنا إليه.» فأقبل حتّى أتاه، فإذا هو كاشف عن رأسه ينادى:
- «إلىّ إلىّ، أنا ابن الأشتر، إنّ خير فرّاركم كرّاكم، ليس مسيئا من أعتب.» فثاب إليه أصحابه. وأرسل إلى صاحب الميمنة:
- «احمل على ميسرتهم.» وهو يرجو أن ينهزم لهم عمير بن الحباب كما زعم.
فحمل عليه سفيان بن يزيد بن المغفّل صاحب الميمنة، فثبت لهم عمير بن الحباب وقاتله قتالا شديدا. فلمّا رأى إبراهيم ذلك، قال لأصحابه:
- «أمّوا هذا السواد الأعظم، فو الله لو قد فضضناه لا نجفل من ترون منهم يمنة ويسرة انجفال طير زعق بها فطارت.» قال ورقاء بن عازب: فمشينا إليهم حتّى إذا دنونا منهم اطّعنّا بالرماح قليلا، ثمّ صرنا إلى السيوف والعمد [245] فاضطربنا بها مليّا. فو الله ما سمعت من وقع الحديد على الحديد إلّا مياجن [1] قصّارى دار الوليد بن عقبة بن أبى معيط. ثمّ انهزموا، فسمعت إبراهيم بن الأشتر يقول لصاحب رايته:
- «انغمس برايتك فيهم.» فيقول له:
- «جعلت فداءك، إنّه ليس متقدّم.» فيقول:
- «بلى، فإنّ أصحابك يقاتلون، وإنّ هؤلاء يهربون.» فإذا شدّ إبراهيم بسيفه، فلا يضرب أحدا إلّا صرعه. وكرد إبراهيم بن الأشتر الرجال بين يديه كأنّهم الحملان، وإذا شدّ، شدّ أصحابه معه شدّة رجل واحد.
فلمّا انهزم أهل الشام، قال ابن الأشتر: [1] مياجن: لا نقط فيها فى الأصل والنقط من الطبري (8: 712) . وما فى مط: مناحر.
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 2 صفحه : 195