نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 2 صفحه : 50
على منزل، ولا يواسيه بنفسه إن عرض له عدوّ. فبقى متلدّدا فى أزقّة الكوفة، لا يدرى أين يذهب.
فمشى حتّى انتهى إلى باب امرأة [يقال لها: طوعة] [1] كانت أمّ ولد للأشعث، فزوّجها أسيدا [2] الحضرمي، فولدت له بلالا. وكان بلال خرج مع الناس، وأمّه قائمة تنتظر، فسلّم مسلم عليها، فردّت عليه، فقال لها:
- «يا أمة الله، اسقيني ماء.» فدخلت، فسقته، فجلس، فقالت:
- «يا عبد الله، اذهب إلى أهلك.» فسكت، ثمّ عادت، فسكت، فقالت:
- «سبحان [85] الله! قم إلى أهلك، فما يصلح الجلوس على بابى، ولا أحلّه لك.» فقال:
- «يا أمة الله، ما لي فى هذا المصر منزل، ولا عشيرة، فهل لك فى أجر ومعروف، ولعلّى أكافئك به بعد اليوم.» قالت:
- «وما ذاك؟» قال:
- «أنا مسلم بن عقيل، كذبني هؤلاء القوم، وغرّونى.» قالت:
- «أدخل!» ولم يكن بأسرع من أن جاء ابنها. فقالت:
- «يا بنىّ، مكرمة وافتك.» وأخذت عليه الإيمان، أن لا يخبر أحدا، فحلف، فأخبرته الخبر، فاضطجع وسكت.
وأخذ ابن زياد لا يسمع لأصحاب ابن عقيل صوتا، فقال لأصحابه: [1] ما بين [] تكملة من الطبري 7: 258. [2] أسيدا: كذا ضبط فى الأصل، وما فى الطبري: أسيدا. من دون ضبط.
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 2 صفحه : 50