نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 2 صفحه : 80
- «ذلك لك.» وأقدم عليه بالرجّالة.
قال عبد الله بن عماد: فلقد رأيته وهو يحمل على من فى يمينه فيطردهم، وعلى من فى شماله فيطردهم وعليه قميص خزّ وهو معتمّ، فو الله، ما رأيت مكثورا [1] قتل ولده وأهل بيته وأصحابه، أربط جأشا منه، ولا أمضى جنانا، ولا أجرأ مقدما [2] . والله، ما رأيت قبله ولا بعده مثله، إن كانت الرجّالة لتنكشف عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب. فكأنّى بزينب أخته وهو على تلك الحال، قد خرجت وأنا أنظر إلى قرطها يجول بين أذنها وعاتقها وهي تقول:
- «ليت السماء انطبقت على الأرض.» وكان قد دنا عمر بن سعد من الحسين، فقالت:
- «يا بن سعد [114] أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟» وكأنّى أنظر إلى دموع [عمر بن] [3] سعد تسيل على خدّيه ولحيته، وصرف وجهه عنها.
فنادى فى الناس شمر:
- «ويحكم! ما تنتظرون بالرجل؟ اقتلوه، ثكلتكم أمّهاتكم!» فحمل عليه من كل جانب، وضرب على كتفه وطعن.
فقال شمر لخولي بن يزيد الأصبحى:
- «انزل، فاحتزّ رأسه.» فضعف وأرعد.
- فقال له سنان بن أنس وهو الذي طعنه: [1] كذا فى مط والطبري (7: 364) : مكثورا. وفى حاشية الطبري: مكسورا. والمكثور: المغلوب بالكثرة. [2] فى مط: أحرى مقدما. والضبط فى الطبري: مقدما. وفى الأصل يشبه أن يكون: مقدما. [3] ما بين [] ساقط من الأصل، فأثبتناه كما فى مط.
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 2 صفحه : 80