واملك ابو عمر القَاضِي مسرور المحفلي ببنت المظفر بن نصر الدَّاعِي وَمُحَمّد بن ياقوت بابنة رائق الْكَبِير بِحَضْرَة المقتدر
وَحكى انه خطب خطْبَة طَوِيلَة تعجب النَّاس من حسنها وَلما فرغ مِنْهَا وَقد حمي الْحر وَتَعَالَى النَّهَار قيل لَهُ (1) ضجر الْخَلِيفَة بِالْجُلُوسِ فَخَطب خطْبَة اوجزها بكلمتين وَعقد النِّكَاح فَنَهَضَ المقتدر مبادرا لشدَّة الْحر وَوَقع فعل ابي عمر عِنْده الطف موقع والتفت الى صَاحب الدِّيوَان فَقَالَ يَنْبَغِي ان يُزَاد ابو عمر فر رزقه واتى (2) عَلَيْهِ
فَعَاد صَاحب الدِّيوَان الى دَاره فَقَالَ لمن حَضَره من خاصته قد جرى لابي عمر كل جميل من الْخَلِيفَة وَقد تقدم بِالزِّيَادَةِ فِي رزقه
قَالَ صَاحب الْحِكَايَة وَكَانَ ابو عمر زجل (3) صديقي فدعتني نَفسِي الى التَّقَرُّب بذلك اليه فَجِئْته فانكر مجيئي فِي وَقت خلوته فَحَدَّثته بِالْحَدِيثِ على شَرحه فَدَعَا للخليفة وَقَالَ لَا عدمتك فاستقللت شكره وانصرفت
فولد لي فكرا معمى بِأَن فِي وَجهه من التَّعَجُّب مني وندمت ندما شَدِيدا وَقلت سر السُّلْطَان افشاه لي من هُوَ احظى عِنْدِي من وزيره ذكره الرجل لانسه بِي بادرت باخراجه ان رَاح ابو عمر وشكره
فَعلم انه من فعلي مَا صُورَتي فَرَجَعت وَدخلت بِغَيْر اذن فَلَمَّا وَقع ناظره عَليّ قَالَ يَا فلَان وَلَا حرف فَكَانهُ (4) فشكرته وانصرفت
وَفِي جُمَادَى الاخيرة خلع على ابي الهيجاء بن حمدَان وطوق وسور
وانفذ (5) الْحُسَيْن بن احْمَد المادراني (6) من مصر هَدِيَّة وفيهَا بغلة مَعهَا فَلَو وَغُلَام طَوِيل اللِّسَان يلْحق طرف انفه
وَدخل مُحَمَّد بن نصر الْحَاجِب قادما من قاليقلا فِي شهر رَمَضَان وَقد فتح عَلَيْهِ