نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 134
المصطفى -صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ- أن يبيح لهم الزنا، في مقابل دخولهم في الإسلام
سألت هذيل رسول الله فاحشة ... ضلت هذيل بما قالت ولم تصب
سألوا رسولهم ما ليس معطيهم ... حتى الممات وكانوا سبة العرب
وهكذا بدأ في الشعر العربي مدرك لم يكن معروفًا من قبل، هو أن العرب جماعة واحدة ذات نطاق من الوحدة الجامعة، على أن مدرك العروبة يومذاك، أو المدرك القومي العام على الأصح، كان والإسلام شيئًا واحدًا[1].
وسرعان ما برزت كلمة "عربي" في مقابل كلمة "روم"، يروي "صاحب الأغاني" أن "قيس بن عاصم" و"عمر بن الأهتم" قدما إلى المصطفى -صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ- بعد فتح مكة، فتسابا وتهاترا عنده، ثم قال "قيس" للرسول -عليه الصلاة والسلام- عن "عمرو" وقومه: "والله يا رسول الله ما هم منا، وإنهم لمن أهل الحيرة"، فقال عمرو: "بل هم والله يا رسول الله من الروم، وليسوا منا"، ثم قال عمرو مخاطبًا قيس بن عاصم:
إن تبغضونا فإن الروم أصلكم ... والروم لا تملك البغضاء للعرب
وقد نهى الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قيسًا وعمرًا عن هذا التلاحي، وأفهمهما أن الإسلام قد أغرق العصبيات كلها[2].
وهكذا بدأت كلمة "عرب" تستعمل للتعبير عن المعنى القومي للجنس العربي، ولا شك في أن الإسلام كان صاحب الفضل في بعث روح القومية عند العرب، وفي أثناء الفتوحات الإسلامية، وعلى أيام الفاروق عمر بن الخطاب- رضوان الله عليه- بدأ العرب يتباهون بجنسهم العربي، ويتمثل هذا في البيت التالي ليربوع بن مالك[3].
إذا العرب العرباء جاشت بحورها ... فخرنا على كل البحور الزواخر
إلا أن الإسلام لم يكن -ولن يكون أبدًا- دين عنصرية، وإنما هو دين يقوم [1] عمر فروخ: تاريخ الجاهلية ص42. [2] الأغاني "14/ 87-88، عمر فروخ: المرجع السابق ص43. [3] نفس المرجع السابق ص43، تاريخ الطبري 1/ 2536 "ط ليدن".
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 134