نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 352
"ماكورابا" "مكربة" "Macoraba"، رأى العلماء أنها مكة المكرمة[1]، هذا ويذهب "أوجست ميلر" وغيره، إلى أن المعبد الذي ذكره "ديودور الصقلي"- "من القرن الأول الميلادي" في أرض قبيلة عربية دعاها "Bizomeni"، إنما يعني به "بيت مكة"، أمر غير مقبول، فهو يقع بعيدًا عن مكة في "حسمي" في مكان دعاه "ألويس موسل" باسم "عوافة"، حيث بنت قبيلة ثمود، فيما بين عام 166، وبداية عام 169م معبدا هناك[2]، وربما كان هذا المعبد هو الذي أشار إليه "ديودور" على أنه المعبد الذي يقدسه العرب[3].
على أن تاريخ المدينة إنما يعود إلى ما قبل عصر بطليموس بكثير، فهناك من يرى أنها سابقة لكتابة أسفار العهد القديم "التوراة"[4]، فإنما هي "ميشا" المشار إليها في سفر التكوين[5]، وهي "ميشا" التي يقول الرحالة "برتون" أنها كانت بيتًا مقصودا لعبادة أناس من الهند، ويقول الرحالة الشرقيون أنها كانت كذلك بيتًا مقصودا للصابئين، الذين أقاموا في جنوب العراق قبل الميلاد بأكثر من عشرة قرون[6].
على أنه من الغريب أن بعض المؤرخين العرب إنما يذهب إلى أن تأسيس المدينة المقدسة، إنما كان في منتصف القرن الخامس الميلادي[7]، ومن ثم فإنه يتأخر بتاريخها حوالي ثلاثة وعشرين قرنًا، لسبب لا أدريه، وإن كان يخيل إلي أنه اعتبر تاريخ مكة لا يبدأ إلا بقصي بن كلاب، الذي حدد له القرن الخامس [1] كارل بروكلمان: المرجع السابق 1/ 33
وكذا Ptolemy, Vi, 7, 32. وكذا Gerald De Gaury, Op. Cit., P.24 [2] انظر عن معبد العوافة:
J.B. Philby, The Land Of Midian, Meg, 9, 1955, P.127f
وكذا Van Den Branden, Histoire De Thamoud, P.15,
وكذا Bior, 15, 1958, P.8-9 [3] جواد علي 4/ 9-10
وكذا C.H. Oldfather, Diodorus Siculus, Bibliotheca, Book, Iii, Xxxi,
وكذا Gerald De Gaury, Op. Cit., P.12 [4] انظر: عن تاريخ كتابة أسفار التوراة "كتابنا إسرائيل" ص24-45. [5] التوراة: سفر التكوين 10: 30. [6] عباس العقاد: مطلع النور ص113. [7] حسن إبراهيم: تاريخ الإسلام السياسي، 1/ 45، صبح الأعشي 4/ 250.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 352