نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 366
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن قريشًا هذه -كما يرجح المؤرخون الإسلاميون- إنما هي من نسل رجل واحد، هو "فهر بن مالك بن النضر بن كنانة" من ولد إسماعيل عليه السلام، وأن اسم قريش لم يعرف إلا منذ أيام "فهر"، ومن ثم فقريش هم "فهر" ومن تحدر من صلبه من سكان مكة وظواهرها[1].
وأما أقدم ذكر لقريش في النصوص العربية الجنوبية القديمة، فربما كان -كما أشرنا من قبل -يرجع إلى أيام الملك الحضرمي "العزيلط"، والذي حكم في القرن الأول قبل الميلاد على رأي، وفي القرن الثالث الميلادي على رأي آخر[2]، فهناك ما يشير إلى أن عشر نساء قرشيات رافقن الملك "العزيلط" إلى حصن "أنو"، فإذا كان النص يعني حقًّا بقريش، قريش صاحبة مكة، فإننا نكون قد وقفنا لأول مرة على اسم قريش في وثيقة مدونة من عصر هذا الملك[3].
وأيا ما كان الأمر، فلقد أنجب قصي ثلاثة أبناء -عبد الدار وعبد مناف وعبد العزى- ورغم أن عبد الدار كان أكبر إخوته، إلا أن عبد مناف كان أكثر شهرة، وأرفع شأنا، وأعظم مهابة، ومن ثم فقد رأى قصي أن يعوض عبد الدار عما فقده من مقومات الزعامة، فأسند إليه كثيرًا من الوظائف ليقاوم شخصية أخيه القوية، وتمضي الأيام ويرث الأبناء الآباء، ويقوم النزاع بينهم، حتى ينتهي آخر الأمر، بأن يتولى عبد مناف السقاية والرفادة، وأن تكون الحجابة "مفاتيح الكعبة" واللواء ورياسة دار الندوة لبني عبد الدار[4]. [1] البلاذري 1/ 39، نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار ص9، ابن سعد 1/ 55، نهاية الأرب ص364 "بغداد 1958"، ابن هشام 1/ 103، المعارف ص31، شفاء الغزام 2/ 63 64، نسب قريش للزبيري ص12، ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص12، تاريخ ابن خلدون 2/ 324، قارن الاشتقاق 1/ 27. [2] فؤاد حسنين: المرجع السابق ص274-279، وكذا
H. Von Wissmann And M. Hofner, Op. Cit., P.114
وكذا Basor, 119, P.14 [3] جواد علي 2/ 145، وكذا Le Museon, 1964, 3-4, P.484 [4] ابن الأثير 2/ 21، تاريخ الطبري 2/ 255، 259، تاريخ ابن خلدون 2/ 335-336، تاريخ اليعقوبي 1/ 241، تاريخ الكعبة المعظمة ص284، ابن سعد 1/ 41-42، المحبر ص166، المعارف ص604، أنساب الأشراف 1/ 60، العقد الثمين 1/ 148، شفاء الغرام 2/ 75-76، 87، نسب قريش ص4، ياقوت 5/ 187، جمهرة أنساب العرب ص14، نهاية الأرب 1/ 248، الأزرقي 1/ 109-110.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 366