نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 367
ويتولى هاشم السقاية والرفادة بعد أبيه عبد مناف، ويروي المؤرخون أنه كان غياث قومه في عام المجاعة، فرحل إلى فلسطين حيث اشترى كميات من الدقيق وقدم بها إلى مكة، فبذل طعامه لكل نازل بالبلد المقدس أو وارد عليه، وسمي بالهاشم من ذلك اليوم لهشمه الثريد ودعوة الجياع إلى قصاعه، بدلا من اسمه الأصلي عمرو، ومما يروى عنه كذلك أنه أول من سن الرحلتين لقريش، رحلة الشتاء والصيف، وحقيقة ذلك فيما يخلص لنا من سوابق الرحلات أنه كان يحمي تلك الرحلات وينظمها، فنسب إليه أنه أول من سنها[1].
هذا بالإضافة إلى أن الرجل العظيم قد عقد بنفسه مع الإمبراطورية الرومانية، ومع أمير غسان، معاهدة حسن جوار ومودة، وحصل من الإمبراطور الروماني على الإذن لقريش بأن تجوب الشام في أمن وطمأنينة، كما عقد نوفل والمطلب حلقا مع فارس، ومعاهدة تجارية مع الحميريين في اليمن[2].
ويذهب الأخباريون إلى أن هاشما وعبد شمس توأمان، وأن أحدهما ولد قبل الآخر وأصبع له ملتصقة بجبهة صاحبه، فنحيت فسال الدم، فقيل يكون بينهما دم، ومن ثم فإنهم يرون أن أمية بن عبد شمس قد حسد هاشما على رياسته وإطعامه، فتكلف أن يصنع مثله، ولكنه قد عجز، ومن ثم فقد شمت به ناس من قريش، وتنافر هو وهاشم، وانتهى الأمر بجلاء أمية عن مكة عشر سنين، فكان ذلك أول خلاف بين بني هاشم وبني أمية[3]. [1] تاريخ الطبري 2/ 251-252، تاريخ ابن خلدون 2/ 336-337، تاريخ الكعبة المعظمة ص285-286، ابن هشام 1/ 1450146، أنساب الأشراف 1/ 58، الاشتقاق 1/ 13، المقدسي 4/ 128-129، ابن سعد 1/ 43-44، ذيل الأمالي والنوادر ص199-200، حياة محمد ص112، العقاد: المرجع السابق ص120، الأزرقي 1/ 111، تاريخ اليعقوبي 1/ 242-243، صبح الأعشي 1/ 358، نهاية الأرب للقلقشندي ص395، العقد الثمين 1/ 148، بلوغ الأرب 2/ 284، شفاء الغرام 2/ 77، 88. [2] تاريخ اليعقوبي 1/ 242-243، تفسير الفخر الرازي 31/ 180، ثمر القلوب للثعالبي ص115-116، ذيل الأمالي والنوادر ص199، حياة محمد ص115، وكذا
L. Caetani, Annali Dell' Islam, 1905, P.109 [3] ابن الأثير 2/ 16-17، تاريخ الطبري 2/ 252-254، تاريخ اليعقوبي 1/ 242، ابن سعد 1/ 44، 52، شفاء الغرام 21/ 85، نسب قريش ص14، بلوغ الأرب 2/ 283-384، نهاية الأرب 1/ 307-308، المقريزي: كتاب النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم ص2، 7 جواد علي 4/ 71-72، عبد المنعم ماجد: المرجع السابق 1/ 103-104، قارن: تفسير المنار 11/ 97.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 367