نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 546
تطمع في مصاهرة هذا البيت العريق[1].
وقد اختلف المؤرخون في فترة حكم "الحارث بن عمرو المقصور" هذا، فبينما يحدد له أستاذنا الدكتور عبد العزيز سالم الفترة "495-528م"[2]، يرى "كوسان ده يرسيفال" أنه حكم في الفترة "495-524م"[3]، ويذهب "أوليندر" إلى أنه كان في الفترة "490-528م"[4]، وعلى أي حال، فلقد كان الحارث أقوى ملوك كندة قاطبة، وأشدهم بأسأ، وأعظمهم شخصية، وأكثرهم طموحا، وقد ساعدته الظروف، فأصبح أعداؤه من بني بكر وتغلب -بعد حرب البسوس التي دامت أربعين عاما[5]- في حالة ضعف شديد، ومن ثم فقد نجح في أن يعيد سلطانه على قبائل ربيعة في نجد، وعلى بني أسد وبني كنانة وبني بكر.
وتذهب الروايات العربية إلى أن الحارث قد كتب له نُجْحًا بعيد المدى في توسيع مملكة كندة، حتى أنه استطاع آخر الأمر أن يضم إليه ملك آل لخم، وأن يجلس على عرشهم في الحيرة نفسها، منتهزا الفرصة التي أتاحتها له الظروف التي كانت تمر بها الدول الشمالية "الروم والفرس والغساسنة والمناذرة"، ومن ثم فقد بدأ حوالي عام 497م بغزو فلسطين، إلا أن الحاكم الروماني قد ألحق بجيشه -الذي كان بقيادة ولده حجر- هزيمة منكرة، ولكن ما أن تمضي سنون خمسة حتى تصبح بيزنطة في موضع حرج، إذ تبدأ قبائل البلغار والصقالبة تتغلغل في تخوم الإمبراطورية الشمالية، ثم سرعان ما تعود الحرب بين الروم والفرس، من جديد في حوالي عام 502م، وهكذا رأى الإمبرطور الروماني "أنسطاسيوس" "491-518م" أن يخفف من مشكلاته، وأن يقلل من أعدائه، فعقد مع الحارث معاهدة تنص على أن [1] تاريخ الطبري 2/ 89. [2] عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص411. [3] Caussin De Perceval, Op. Cit., Ii, P.286 [4] G. Olinder, Op. Cit., P.54, 56 [5] انظر عن حرب البسوس: ابن الأثير 1/ 523-53، الميداني 1/ 374-376، تاريخ اليعقوبي 1/ 225، بلوغ الأرب 2/ 149-157، كتاب المعارف ص261، ياقوت 1/ 112-113، الأغاني 4/ 140-152، العقد الفريد 3/ 95، أيام العرب في الجاهلية ص142-168، أبو تمام: الحماسة ص420-423، تاريخ الجاهلية ص98-103، جرجي زيدان: المرجع السابق ص245-248، وكذا
P.K. Hitti, History Of The Arabs, P.89-90
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 546