نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 547
يترك آل كندة مهاجمة الشام، وأن يتعاونوا مع الروم على قتال الفرس والمناذرة، وهكذا قام الروم في العام التالي "503م" -بمساعدة الحارث- بهجوم على الحيرة، واستولوا على قافلة[1].
ولم يكن الحال بالنسبة إلى الفرس، بأفضل منه بالنسبة إلى الروم، فعلى أيام قباذ "488-531م"، انتشرت الاضطرابات في أنحاء البلاد، وأصبح الأمر بيد "الموابذة" كما كان للأغنياء والإقطاعيين دور كبير في إدارة شئون البلاد، وهنا رأى قباذ أملاً في استرداد سلطانه، ورغبة في القضاء على الأغنياء، وعلى رجال الدين أن ينشر مبادئ "مزدوك" بين الناس[2]، والتي تدعوا إلى نوع من الاشتراكية البدائية في الأموال والنساء، حيث إن الناس قد تظالموا في الأموال والأرزاق، فاغتصبها بعضهم من بعض، وأن الأغنياء قد اغتصبوا أرزاق الفقراء، ومن ثم فإنهم "يأخذون للفقراء من الأغنياء، ويردون من المكثرين على المقلين، وأن من كان عنده فضل من الأموال والنساء والأمتعة، فليس هو بأولى به من غيره، فافترض السفلة ذلك واغتنموه، وكانفوا مزدوك وأصحابه وشايعوهم، فابتلى الناس بهم، وقوي أمرهم، حتى كانوا يدخلون على الرجل في داره، فيغلبونه على منزله ونسائه وأموال، لا يستيطع الامتناع عنهم"[3].
وقد أدت هذه الأحداث إلى قيام ضد قباذ، انتهت بخلعه في عام 498م -وربما في عام496م[4]- ولكنه استطاع أن يفلت من السجن، وأن يستعيد عرشه في عام 502 - أو عام 504م- طبقا لرواية يذهب الأخباريون فيها إلى أن أخته -بمساعدة واحد من ضباطه- قد لعبت الدور الأول في هروبه من السجن، بعد أن مكث فيه ست سنين[5].
وفي أثناء ذلك كان قباذ قد دعا "المنذر بن ماء السماء" إلى المزدكية فأبى، [1] عمر فروخ: تاريخ الجاهلية ص89. [2] جواد علي 3/ 333، وانظر
T. Noldeke, Aufsatze Zur Persischen Geschichte, Leipzig, 1887, P.109 [3] تاريخ الطبري 2/ 92-93، ابن الأثير 1/ 512-415، إيليا حاوي: المرجع السابق ص8، سعد زغلول: المرجع السابق ص222. [4] جواد علي 3/ 334، وكذا Eb, 17, P.574. وكذا Ei, 4, P.178 [5] ابن الأثير 1/ 414، تاريخ الطبري 2/ 93-94.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 547