نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 548
وأسرها قباذ في نفسه، وعندما عرض دعوته هذه على الحارث الكندي أسرع بإجابته إليها، ومن ثم فقد عزل المنذر عن عرش الحيرة، وأقام مكانه الحارث الكندي[1]، فيما بين عامي 525م، 528م، على رأي[2]، وفي حوالي عام 529م على رأي آخر[3]، وهكذا اتسع ملك الحارث وعظم شأنه، وجعل أولاد ملوكا على القبائل، فكان "حجر" على بني أسد وغطفان، وكان "شرحبيل" على بكر بن وائل بأسرها، وعلى عدد من القبائل الأخرى، وكان "معد يكرب" على قيس بن عيلان وطوائف من غيرهم، وكان "سلمة" على بني تغلب والنمر بن قاسط، وعلى بني سعد بن زيد مناة من تميم[4].
على أن هناك من يذهب إلى أن العرب قد انتهزوا فرصة ضعف قباذ، فتواثبوا على المنذر بن ماء السماء، واضطروه إلى الهروب من الحيرة، ومن ثم فقد استدعي عرب الحيرة الحارث الكندي فملكوه على بكر، وحشدوا له وقاتلوا معه، ثم اضطر المنذر -بعد أن فشل في الحصول على مساعدة عسكرية من قباذ- إلى أن يخضع للحارث، وأن يتقرب إليه، وأن يتزوج من ابنته "هند" "عمة امرئ القيس الشاعر"[5].
ويرى حمزة الأصفهاني أن الحارث الكندي كان قد طمع في ملك آل لخم، فانتهز فرصة ضعف قباذ، وباغت الحيرة، واضطر المنذر إلى الهرب إلى "الجرساء الكلبي" حيث بقي هناك حتى وفاة قباذ، وتولية كسرى أنوشروان الذي أعاده إلى ملكه[6]. [1] تاريخ ابن خلدون 2/ 274، المحبر ص369، أيام العرب في الجاهلية ص46، ابن الأثير 1/ 512، تاريخ الطبري 2/ 59، محمد الخضري: المرجع السابق ص31. [2] جواد علي 3/ 341، وكذا G. Olinder, Op. Cit., P.65 [3] P.K. Hitti, Op. Cit., P.85 [4] ابن الأثير 1/ 513-514، المفضليات ص427-428، تاريخ اليعقوبي 1/ 217، محمد الخضري 1/ 31، تاريخ ابن خلدون 2/ 274، المحبر ص369-370، الأغاني 9/ 82 "دار الكتب المصرية"، ياقوت 4/ 472-473 حمزة الأصفهاني: المرجع السابق ص92، أيام العرب في الجاهلية ص46، 112.
Ei, Ii, P.1018 وكذا G. Olinder, Op. Cit., P.82 [5] تاريخ ابن خلدون 2/ 274-275، حمزة الأصفهاني: المرجع السابق ص70، ابن قتيبة الدينوري: الشعر والشعراء ص75. [6] حمزة الأصفهاني: المرجع السابق ص70 وما بعدها.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 548