نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 553
بكر، وأسر "يزيد بن شرحبيل الكندي"، فأمر المنذر بقتله، مع جمع كبير من بكر[1].
وأما الابن الثالث "معد يكرب" فقد ظل بعد موت أبيه الحارث الكندي رئيسا على "قيس عيلان"، إلا أن الأحزان كانت قد هدت قواه بعد مقتل أخوية "شرحبيل وحجر" وبعد موت "سلمه" فاعتراه وسواس هلك به[2].
وأما رابع الأخوة "حجر بن الحارث" من زوجه "فطام بنت سلمة" فقد قتل أول إخوته، وإن كنا قد أخرنا قصته لنربط بينها وبين قصة ولده الشاعر المشهور "امرؤ القيس"، وحجر هذا، هو أكبر أبناء الحارث وأعظمهم جاها، ومن ثم فقد انتقل إليه عامة ملك كندة، ولعل هذا هو السبب في أن بعض الباحثين يرون أن حجرا قد قام بغارة على اللخميين بعد وفاة أبيه الحارث، أملا في أن يسترجع ما فقده أبوه، وأن يعيد نفوذ كندة، كما كما على عهد الحارث[3]، إلا أن الحملة لم يكتب لها نصيبا من نجاح.
وعلى أي حال، فلقد أثرت كل هذه الأحداث على دولة كندة، فعملت على إضعاف ملوكها وتضعضع نفوذهم، فكانت البداية تتمثل في خروج بني أسد على حجر، فامتنعوا عن أداء الإتاوة التي كان قد فرضها عليهم من قبل، ومن ثم فقد خرج عليهم حجر من تهامة -حيث كان يقيم- على رأس جيش كبير، وما أن وصل إلى ديار بني أسد في جنوب جبلي طيئ "أجأ وسلمى، ويعرفان اليوم بجبل شمر على جانبي وادي الرمة"، حتى قتل الكثير من أشرافهم، كما أخذ بعضا منهم -وعلى رأسهم عمرو بن مسعود الأسدي، والشاعر عبيد بن الأبرص- أسرى إلى تهامة، مما ترك أثرا سيئا في نفوس القوم، فعقدوا العزم على الانتقام- وما لبثوا [1] ابن الأثير 1/ 552-553، أيام العرب في الجاهلية ص99. [2] تاريخ ابن خلدون 2/ 274، المحبر ص370، عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص423. [3] المفضليات ص429، 423، جواد علي 3/ 350، وكذا G. Olinder, Op. Cit., P.7
وكذا T. Noldeke, Funf Mo' Allaqat, I, P.80
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 553