نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله جلد : 1 صفحه : 412
وجوه أهل سرقسطة ومن حضر من أهل الثغر [1].
سقطت سرقسطة وسائر الحصون المجاورة لها في يد الناصر، وكذلك سقط في يده حصن روطة أمنع حصونها في الغرب، وبذا انهارت ثورة التجيبيين في الشمال، وكانت من أخطر الثورات التي واجهها الناصر، لأنها كانت مركزاً لتجمع القوى المعادية لخلافة قرطبة، من الخوارج والأمراء النصارى. أما عفو الناصر عن محمد بن هاشم، ومنحه الأمان له، واستصناعه بالرغم من فداحة جرمه، فرجع إلى ما كان يتمتع به محمد من مقدرة إدارية فائقة، ولما كان لبني هاشم في الشمال من مركز قوى مؤثل، ولما كان لهم من العصبة والأنصار. وقد رأينا الناصر في غير موطن، يعفو عن الثوار العتاة، ويحسن إليهم، وينظمهم في جيشه. وقد كانت هذه سياسة مستنيرة من الخليفة القادر، للاستفادة من هذه العناصر المنحرفة القوية معاً، متى استقرت توبتها، وحسن ولاؤها.
ودخل الناصر بجيشه مدينة سرقسطة وفقا للسلم المعقود في يوم الخميس 14 من المحرم سنة 326 هـ (22 نوفمبر 937 م)، وشهد منعتها وحصانة أسوارها، فأمر بهدم الأسوار حتى لا تعود منعتها فتشجع الخوارج على الثورة، وشحنها برجاله، ونظر في مصالحها، فساد بها الهدوء والأمن، وبعث الناصر أثناء مقامه بسرقسطة، قوة من جيشه بقيادة نجدة بن حسين الصقلبي لتقوم ببعض الغزوات في أرض العدو، وأمر محمد بن هاشم أن يرافقه في أصحابه امتحاناً لوفائه، فصدع بالأمر. وسار المسلمون بالرغم من اشتداد البرد وانهمار الثلوج صوب ناحية شنت إشتيبن، وتفرقوا إلى ثلاث فرق، أخذت كل فرقة منها بشن الغارات في قطاع معين، ثم اجتمعت عند حصن شنت إشتيبن، وهنا حاول النصارى اعتراض المسلمين، ونشبت بين الفريقين معركة هزم فيها النصارى. وتوغل المسلمون بعد ذلك في أراضي ألبة، وانتسفوا الزروع [1] أورد لنا ابن حيان حوادث فتح سرقسطة، وعقد الأمان الذي أصدره الناصر لمحمد ابن هاشم نقلا عن عيسى بن أحمد الرازي. وقد أورد لنا أيضاً أسماء الشهود الذين وقعوا هذا الأمان من الأمراء والوزراء وأصحاب الخطط والموالي والفقهاء وغيرهم، وشغل ذلك أكثر من صفحة.
المقتبس في السفر الخامس - مخطوط الخزانة الملكية لوحات 156 ب إلى 159 أ.
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله جلد : 1 صفحه : 412