responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 417
قائد الطليعة عن فرسه، وأسره النصارى، فعندئذ ارتد المسلمون إلى خطوطهم، وذلك بعد أن قتلوا عدداً كبيراً من أعلام النصارى، وقوامسهم وفرسانهم. ثم استؤنف القتال في اليوم الثالث، وقد تضخمت حشود النصارى بما ورد إليهم من الأمداد " من أقصى بنبلونة وألبة والقلاع، وأهل قشتيلة إلى مشركي قلمرية، وكل صنف من أصناف العجم معهم "، واضطرمت المعركة بين الفريقين، وانتهت هذه المعركة الثانية بهزيمة النصارى وقتل عدد من أعلامهم، وارتد المسلمون إلى خطوطهم ظافرين. وفي اليوم التالي بادر النصارى بالهجوم، فلقيهم المسلمون بعنف وشدة، واحتدم القتال، وسقط " عظيم من عظماء النصارى " فاستداروا حوله، وقد لحقتهم الهزيمة، وهنا يقول الكتاب " وبلغ أمير المؤمنين أقصى أمله من إذلال جميع المشركين، والاحتلال بساحتهم، وانحياز طاغيتهم في أعلى شاهق، يرجو النجاة بنفسه، فأمر بالرحيل، وقد ضاعف النظر، والعدو في ضبط ساقة جيشه، لما توقع خروج الكفرة في أثره، وأصبح منتقلا، فما أقدم أعداء الله أن ينظروا من الجيش إلا من بعد على رأس جبل ".
وسار الناصر، حسبما ينبأنا الكتاب، بعد ذلك صوب نهر دويرة، في اتجاه حصن شنت منكش، وهو يهدم الحصون، وينتسف الزروع في طريقه، وكان الناصر، يزمع السير شرقاً بحذاء دويرة، حتى حصن شنت إشتيبن، ولكنه عدل عن ذلك، وأزمع السير إلى حصن أنتيشة. وهنا يحدثنا الكتاب عن المرحلة الحاسمة من الموقعة، ذلك أن الناصر، أشرف في سيره على " خنادق ومهاو تتقاذفه، وأجراف منقطعة قد عرفها المشركون، وقدموا إليها، وألقوا إلى ساقة الجيش فرسانهم، فدارت عليهم الحرب، وصرع فيها من جلة فرسانهم، ومتقدمي رجالهم جملة، لو أصيبت بحيث يتراءى الجمعان لكانت سبب هزيمتهم، ولكنهم وثقوا بالوعد، وانتظروا تقدم الحماة، وترادف الأثقال، فحامى أمير المؤمنين برجاله وخاصته عن المسلمين. ساعات من النهار، حتى تقدم أكثرهم، وجازت الخندق لقتالهم، إلا من ضعفت دابته، أو ضعفت تعبئته عن استنفارها، فلما رأوا الخلل تصايحوا من قنن الجبال، وانحطوا من أعاليها انحطاط الأوعال، فأصابوا من الأمتعة والدواب المثقلة، ما لو أصابوا مثله في مجال حرب أو سهل

نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست