responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 418
من الأرض، لما أنكر مثله مثله، عند مقارعة الرجال، وتصرف الأحوال، وحامى صاحب العسكر عن كل من أجاز الخندق، وخلص من مضايقه، حتى أسهلوا، وأصبح لأمير المؤمنين جيوشه، وانتظمت جموعه، وسلم الله رجاله، فلم يصب منهم أحد. وفي ذلك دليل للسامع عن الموقعة أنها لم تدر بغلبة، ولا ظفر المشركون، اظفروا به فيها عن مساواة أو كثرة، ولكن ضيق المسالك، ووعر الطريق، وسوء فهم الدليل، خلى لما جلبه إلى أقدار الله تعالى التي لا تصرف، ومحنه التي لم يزل يمتحن بها أولياءه ليعظهم، ويبتلي عبيده ليرهبهم، وأمير المؤمنين شاكر لله تعالى عظيم نعمه، وواقف على تصرف محنته، مستسهل ما اختص به في حب طاعته، ضارع إلى الله تعالى في التقبل لقوله وفعله ".
وقد أرخ هذا الكتاب في اليوم الثامن من ذى القعدة سنة 327 هـ، أعني عقب الموقعة بأربعة أسابيع، وحينما وصل الناصر في ارتداده إلى وادي الحجارة، وذلك ليكون إيضاحاً للناس ومعذرة من الخليفة، عما أصابه من هزيمة. على أن هذه العبارات الرفيقة التي صيغ فيها الخطاب، وهذه التأكيدات الجريئة، بأن أمير المؤمنين، عقب جواز الخندق، قد انتظمت جيوشه، وسلم الله رجاله، ولم يصب منهم أحد، لا يمكن أن تنفي شيئاً من الحقائق المؤلمة، التي تشهد كلها بفداحة النكبة التي نزلت بجيش الناصر على خندق شنت منكش، والتي يفصل لنا ابن حيان بعض نتائجها وآثارها فيما تقدم.
ونقل إلينا ابن حيان كذلك رواية موجزة عن الموقعة عن عريب بن مسعود جاء فيها: " غزا الناصر لدين الله سنة سبع وعشرين وثلاثمائة بالصوائف إلى مدينة شنت مانكش بلد ألبة، وبارز الكفرة، فوقعت حرب عظيمة انهزم المسلمون عنها، واستمسك الناصر لدين الله في رجال الحقيقة بعد أن هلك في [الموقعة] عالم من المسلمين، وقتل منهم كثير، وأسر كثير، وكان ممن أسر محمد بن هاشم التجيبي صاحب سرقسطة. وذلك في شهر رمضان منها ".
وكان القائد الباسل محمد بن هاشم التجيبي، قد لبث في أسر راميرو (رذمير) ملك ليون، مدة استطالت أكثر من عامين، والناصر يسعى إلى افتكاكه، ويضاعف له الفدية، حتى أفرج عنه أخيراً، وحضر إلى قرطبة في

نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 418
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست