نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 1 صفحه : 295
في أنواع العلوم، قال بعضهم: حج معاوية وابن عبّاس وكان [1] لمعاوية موكب بالولاية، ولابن عباس موكب بالرواية والدراية.
قال ابن عبّاس: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «اللهمّ علمه الحكمة» [2] . وقال أيضا: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ناصيتي وقال: «اللهمّ علمه الحكمة وتأويل الكتاب» [3] . وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: ما رأيت أحدا أعلم بالسنة ولا أجلد رأيا ولا أثقب نظرا حين ينظر من ابن عبّاس، وإن كان عمر بن الخطّاب ليقول [4] له: قد طرأت علينا عضل أقضية أنت لها ولأمثالها.
وقال عطاء بن أبي رباح: ما رأيت مجلسا قط أكرم من مجلس ابن عبّاس، أكثر فقها وأعظم، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلهم في واد واسع.
وقال مغيرة: قيل لابن عباس: أنى أصبت هذا العلم؟ قال: بلسان سؤول، وقلب عقول [5] .
وقال مجاهد: كان ابن عبّاس يسمى البحر من كثرة علمه [6] . [1] في المطبوع: «فكان» . [2] رواه البخاري رقم (75) في العلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم علمه الكتاب» والمراد به القرآن وفي رواية «اللهمّ علمه الحكمة» ، والمراد بالحكمة السنة، قال الحافظ في «الفتح» : وفي رواية للنسائي والترمذي من طريق عطاء عن ابن عباس قال: دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أوتى الحكمة مرتين. [3] رواه ابن سعد في «الطبقات» (2/ 365) وإسناده ضعيف، ولكن تشهد له الأحاديث التي قبله. [4] في المطبوع: «وكان عمر بن الخطاب يقول له» . [5] قلت: جاء في «الإصابة» لابن حجر (6/ 134) قوله: قال عبد الرزاق: أنبأنا معمر عن الزهري قال: قال المهاجرون لعمر: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟ قال: ذاكم فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول. وساق الذهبي هذه الرواية بلفظ قريب في «سير أعلام النبلاء» (3/ 345) موقوفة على معمر. [6] انظر «أنساب الأشراف» للبلاذري (3/ 33) ، و «المستدرك على الصحيحين» للحاكم
نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 1 صفحه : 295