نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 320
الأذان في المسجد الحرام وحده، فكان الناس تفوتهم الصلاة من كان منهم في فجاج مكة، ونائيا عن المسجد، حتى كان في زمن أمير المؤمنين هارون، فقدم عبد الله بن مالك أو غيره من نظرائه بمكة، ففاتته الصلاة ولم يسمع الأذان، فأمر أن يتخذ على رؤوس الجبال منارات تشرف على فجاج مكة وشعابها، يؤذن فيها للصوات، وأجرى على المؤذنين في ذلك أرزاقا، ولعبد الله بن مالك الخزاعي على جبل أبي قبيس المشرف على المسجد الحرام منارة على القبلة بعينها، ومنارة أخرى بحذائها مشرفة على أجياد، ومنارة إلى جنب المنارة التي على القبلة، وأخرى تحتها، فتلك أربع منارات، ولعبد الله بن مالك منارة على جبل مرازم المشرف على شعب ابن عامر، وجبل الأعرج.
ثم أمر بُغا مولى أمير المؤمنين الذي يكنى بأبي موسى[1] بمنارة على رأس الفلق، فبنيت به، ولعبد الله بن مالك منارة تشرف على المجزرة، وله هناك منارتان على جبل تفاحة، ولعبد الله بن مالك منارة على رأس الجبل الأحمر. بناها على موضع منه يقال له الكبش مرتفع على جبل الأحمر، وعليه منارة لبغا أيضا.
ولعبد الله بن مالك منارة على جبل خليفة بن عمر البكري ومعها منارة لبغا أيضا، ولعبد الله على كُدَيّ منارة تشرف على وادي مكة، ولبغا منارة على جبل المقبرة، وله أيضا منارة على جبل الحزورة، وله منارتان على جبل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وعلى جبل الأنصار الذي يلي "أجياد" منارة، وله منارة على ثنية أم الحارث، تشرف على الحصحاص، ولبغا منارة على جبل معدان مشرفة على حائط خرمان، وله أيضا منارة تشرف على الخضراء وبئر ميمون، ولبغا أيضا منارة بمنى عند مسجد الكبش، فكانت هذه المنارات عليها قوم يؤذنون فيها للصلوات وتُجرى عليهم الأرزق في كل شهر، ثم قطع ذلك عنهم، فترك ذلك بعضُهم، وبقي منها مناراتٌ يؤذن عليها، يجري على من يؤذن فيها: عبد العزيز بن عبد الله السهمي اليوم ... انتهى.
وقد ترك الأذان على جميع هذه المنارات في عصرنا، إلا أن في شهر رمضان يسحر جماعة من الناس على جبال بمكة، في كل جبل إنسان، ويؤذن كل منهم في الجبل الذي يسحر عليه، وهي: جبل أبي قبيس، والجبل الذي على القرارة المعروف بلعلع، وفي الجبل الأحمر، ويقال له جبل الحارثي نسبة إلى مؤذن كان يسحر فيه.
ويؤذن، وللمؤذن على هذه الجبال جامكية[2] يسيرة تصل من مصر مع ما يصل لمؤذني المسجد الحرام وأرباب الوظائف به. [1] هو: بغا الكبير، أبو موسى التركي. أحد قواد المتوكل وأكبرهم له فتوحات ووقعات، مات حوالي سنة "250هـ" انظر ترجمته في:الوافي بالوفيات 10م 172، 173 رقم 4656". [2] الجامكية: هو اصطلاح كان شائعا في عصر المماليك، وهو يعني: مخصصات أو مرتبات شهرية أو سنوية.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 320