نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 322
ثم بطلت فلم يبق لها أثر، وذلك في سنة اثنين وثلاثين ومائة، أبطلها داود بن علي العباسي لما قدم مكة واليا عليها لابن أخيه أبي العباس السفاح[1].
ومما جعل في المسجد الحرام لينتفع الناس بذلك: المنابر التي يخطب عليها، وأول من خطب على منبر بمكة معاوية بن أبي سفيان[2]، وهو منبر صغير على ثلاث درجات، قدم به من الشام لما حج، وكانت الخلفاء والولاة قبل ذلك يخطبون يوم الجمعة قياما على أرجلهم في وجه الكعبة وفي الحجر، وكان منبر معاوية يعمر إذا تخرب، ولم يزل يخطب عليه حتى حج هارون الرشيد، وأهدى له منبر منقوش عظيم في تسع درجات، أهداه له عامله على مصر موسى بن عيسى، فكان منبر مكة وجعل المنبر القديم بعرفة، ثم أمر الواثق العباس بعمل منبر بمكة، ومنبر بمنى، ومنبر بعرفة، هذا ما ذكره الأزرقي من خبر المنابر[3].
وذكر الفاكهي ذلك، وزاد أن المنتصر ابن المتوكل العباس لما حج في خلافة أبيه، جعل منبرا عظيما يخطب عليه بمكة ثم خرج وخلفه بها ... انتهى.
وجعل بعد ذلك عدة منابر للمسجد الحرام منها: منبر عمله وزير المقتدر[4] العباسي. وكان منبرا هائلا استقام بألف دينار ولما وصل إلى مكة أحرق، لأنه كان بعث به ليخطب عليه للخليفة المقتدر فمنع من ذلك المصريون وخطبوا للمستنصر العبيدي صاحب مصر، وأحرقوا المنبر المشار إليه.
ومنها: منبر عمل في دولة الملك الأشرف شعبان صاحب مصر في سنة ست وستين وسبعمائة[5].
ومنها: منبر بعث به الملك الظاهر برقوق صاحب مصر سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وهو باق يخطب عليه الخطباء إلى تاريخه[6]، وأصلح بعد وصوله إلى مكة غير مرة.
ومنها منبر حسن أنفذه الملك المؤيد صاحب مصر في موسم سنة ثماني عشرة وثمانمائة، فخطب عليه في سابع ذي الحجة[7]، وهجرت الخطبة على الذي قبله، وأنفذ [1] إتحاف الورى 2/ 166. [2] أخبار مكة للفاكهي 2/ 203. [3] أخبار مكة للأزرقي 2/ 100. [4] تولى المقتدر الخلافة من سة 295-320هـ. [5] إتحاف الورى 3/ 304. [6] أي إلى تاريخ هذا التأليف، وفي إتحاف الورى 3/ 396: أن هذا المنبر ظل يخطب عليه حتى سنة 818هـ. [7] إتحاف الورى 3/ 528.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 322