كما ترتب على استشهاد عثمان رضي الله عنه مفاسد كثيرة، فقد انكشفت حصون الإسلام، وسهل على الأعداء استهدافه، وفي ذلك يقول سمرة بن جندب رضي الله عنه1:
"إن الإسلام كان في حصن حصين، وإنهم ثلموا[2] في الإسلام ثلمة بقتلهم عثمان، وإنهم شرطوا[3] في الإسلام شرطة، وإنهم لا يسدوا ثلمتهم -أو لا يسدونها- إلى يوم القيامة"[4].
وحقاّ فإن الإسلام كان في حصن التآلف والمحبة، يجمع بين أبنائه الإيمان بالله جل وعلا.
فلما تسلل إليه أعداؤه تحت ستار الإسلام، وفعلوا ما فعلوا بعثمان رضي الله عنه زال الحصن ووقع القتال بينهم[5].
ولعل قول سمرة هذا كان بعد وقوع الفتن التي حدثت في خلافة علي رضي الله عنه، لأن سمرة توفي سنة ثمان وخمسين بعد الهجرة.
1 سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، حليف الأنصار، صحابي مشهور، له أحاديث، مات في البصرة سنة 58?، ع (التقريب/2630) . [2] ثلموا ثلمة: الثلمة فرجة المكسور والمهدوم (الفيروز آبادي القاموس المحيط 4/87) . [3] شرطوا: الشرط بزغ الحجام بالشرط (ابن منظور، لسان العرب، 7/ 332) . [4] رواه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (493) ، بإسناد حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [48] . [5] أما ما جرى في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه من حروب المرتدين، فإنها لم تقع بين المسلمين، إنما وقعت بين المسلمين والمرتدين عن الإسلام، فمنهم من مات على كفره، ومنهم من رجع إلى الإٍسلام.