ليتمه من المصادر الأخرى التي لم يعتمدها المؤلف، وليعلم مقدار استفادته منها، ومنهجه الذي سار عليه في اختيار الروايات.
6- إن روح الكتاب والصياغة فيها شيء من البعد عن الصبغة الإسلامية الشرعية، ومما لوحظ عليه من ذلك عدم افتتاحه بالبسملة والحمدلة، وهذه سمة يتصف بها العقاد فيما اطلعت عليه من كتبه[1] ولا شك أن انتهاج مثل ذلك يدل دلالة واضحة على مدى تدين صاحبه، ومدى التزامه بالعادات والتقاليد الإسلامية، ولعل سبب ذلك هو التقليد الأعمى للإفرنج الذين تتلمذ عليهم.
أما الأخطاء العلمية التي وقفت عليها في هذا الكتاب فهي كما يلي:
1- لم يحقق المؤلف في مسألة الكتاب المزوَّر، واستعمل بعض العبارات المحتملة للتصديق والتكذيب، كقوله: "ثم بلغ الكتاب أجله، بقصة ذلك الكتاب الذي قيل أنهم وجدوه مع غلام لعثمان ... "[2].
والحق أنه كتاب مزوَّر على عثمان رضي الله عنه، فلم يكتبه ولم [1] انظر كتبه: (ذو النورين عثمان) ، طبعة مكتبة دار العروبة، وشاعر الغزل (لعمر بن أبي ربيعة) ، و (جميل بثينة) ، و (شعراء مصر) ، و (رواية قمبيز في الميزان) ، و (تذكار جيتي) ، و (عرائس الشيطان) ، وهذه الكتب السبعة طبعتها دار الكتاب العربي في مجلد واحد، الطبعة الأولى 1970م، و (عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم) ، طبعة دار الكتاب العربي، فلن تجد بسملة ولا حمدلة في افتتاح أي كتاب منها. [2] ذو النورين عثمان بن عفان (ص: 147) .