نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 163
في الجنوب والشمال؛ ولكن أحوال القصر الداخلية كان يسودها الغموض؛ مما دعا إلى الظن بأن أفراد البيت المالك قد انقسموا بعضهم على البعض الآخر، وربما كان سبب ذلك أن الملكة "أحمس" التي تزوجها تحتمس الأول -واكتسب بذلك حق اعتلاء العرش- لم تنجب ولدًا؛ بل أنجبت ابنتين كبراهما حتشبسوت أي: إنها لم تنجب وليًّا للعهد، في حين أن زوجات أخريات قد أنجبن له أبناء من الذكور كان أكبرهم "تحتمس الثاني" الذي يرجح أنه كان ضعيفًا إزاء أخته حتشبسوت ابنة الزوجة الشرعية لتحتمس الأول؛ ولذا بدأت سلسلة من المؤامرات فانقسم موظفو القصر وكبار موظفي الدولة ورجالاتها إلى طوائف تؤيد كل منها أحد الطرفين, ثم انتقل هذا النزاع بين حتشبسوت وبين تحتمس الثالث؛ مما أدى إلى اختلاف المؤرخين في شأنهم وخرجوا بعدة آراء ونظريات عن صلة القرابة بين هؤلاء الملوك وترتيب حكمهم وخلقوا من ذلك مشكلة تعرضوا لها بالبحث بعض الوقت؛ نظرًا لأن اسم حتشبسوت أزيل من بعض الآثار وكتب بدلًا منه اسم تحتمس الأول أو الثاني أو الثالث، ومهما كان الأمر؛ فقد أصبح من المتفق عليه أن تحتمس الأول كان والد كل من حتشبسوت وهي من الزوجة الشرعية وتحتمس الثاني وهو من زوجة غير شرعية، وأن تحتمس الثالث كان بالمثل ابنًا لتحتمس الثاني من زوجة غير شرعية أيضًا[1], وأنه تزوج من أميرة من البيت المالك كانت تدعى حتشبسوت "مريت رع" هي الأخرى، وقد بدأ حكمه تحت وصاية عمته "حتشبسوت الكبرى" ثم انفرد بالحكم بعد ذلك.
تحتمس الثاني:
تزوج من أخته حتشبسوت واعتلى العرش؛ ولكن سرعان ما دَبَّ الخلاف [1] والدة تحتمس الثاني كانت ملكة أقل أهمية من الملكة الشرعية, وكانت تدعى موت نفرت، أما والدة تحتمس الثالث؛ فكانت محظية لتحتمس الثاني وتدعى إيزيس، انظر
Sir A. Gardiner, "Egypt of the Pharaoahs", pp, 180-181.
نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 163