قلت يا رسول الله غلبتني عيني قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منها قال قلت ألحق بأرض الشام فإنها أرض محشر والأرض المقدسة قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منها قلت أرجع إلى مهاجري قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منه قلت آخذ سيفي فأضرب به قال فلا تصنع خيرا من ذلك وأقرب تسمع وتطيع وتنساق معهم حيث ساقوك قال أبو ذر والله لألقين الله وأنا سامع مطيع وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس التميمي أنا أبو لبيد محمد بن إدريس السامي السرخسي نا سويد بن سعيد نا علي بن مسهر عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي عن عمه قال لقيت أبا ذر بالربذة [1] فقال كنت نائما في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمر بي فضربني برجله ثم قال ألا أراك نائما فيه فقلت بأبي وأمي غلبتني عيني فنمت قال كيف تصنع إذا أخرجت منه قال ألحق بالأرض المقدسة أرض الشام قال فكيف تصنع إذا أخرجت منها قال قلت أرجع إليه قال فكيف تصنع إذا أخرجت منه قال قلت آخذ سيفي ثم أضرب به قال أو تصنع خيرا من ذلك وأقرب رشدا قال تسمع لهم وتطيع وتنساق حيث ساقوك قال والله لألقين الله وأنا مطيع لعثمان Bهـ أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يزيد نا كهمس بن الحسن نا أبو السليل عن أبي ذر قال جعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتلو علي هذه الآية " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " [2] حتى فرغ من الآية ثم قال يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم قال فجعل يتلوها ويرددها علي حتى نعست ثم قال يا أبا ذر كيف تصنع إن أخرجت من المدينة قال قلت إلى السعة والدعة أنطلق حتى أكون حمامة من حمام مكة قال فكيف تصنع إن أخرجت من مكة قال قلت إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة قال فكيف تصنع إن أخرجت من الشام قال قلت إذا والذي [1] الربدة: بفتح أوله وثانيه من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق وبهذا الموقع قبر أبي ذر الغفاري (ياقوت) [2] سورة الطلاق الاية: 2